الدعاوى الباطلة في زمن الغيبة الكبرى
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم(دام ظله)
نتوجه إليكم حول مسألة لبعض الأخوة المؤمنين وحسب ادعائهم بأن لديهم ما يسمونه (نور) أو بمعنى لديهم الاتصال في اليقظة والمنام مع أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام، ويدعون في معرفة وكشف المغيبات عن طريق اتصالهم بالأئمة عليهم السلام. ما هو رأي سماحتكم؟ وهل للجان علاقة في ذلك؟ ... ادامكم الله عزاً للإسلام والمسلمين.
تفضل سماحته بالقول:
يحزّ في النفس انتشار أمثال هذه الدعاوى بسبب قلة المرشدين من أهل العلم والتقوى والرشد وحسن التصرف. وجواباً على سؤالكم نقول:
أولاً: ليس لقضية النور المدعى أساس شرعي ولم يرد عن المعصومين عليهم السلام ما يشير إليه.
بل إنّ الأمر إما أن يبتني على الدجل والافتراء، تضليلاً للعامة واستغلالاً لهم، وإما أن يكون من وحي الجن والشياطين لمن يسيطرون عليه من ضعاف الدين والعقل.
وثانياً: الاتصال بالأئمة عليهم السلام باليقظة مرفوض أشد الرفض، ومدّعيه ضعيف العقل مخرف، أو مبدع مضلل يجب الحذر منه، بل رفضه والإنكار عليه مهما كان مقامه بين الناس.
وثالثاً: الاتصال بالأئمة عليهم السلام في المنام لا يعرفه إلاّ من عرف صورهم الحقيقية، ونظر إلى وجوههم الشريفة في اليقظة. إلا ان الرؤيا ليست حجة شرعية ولا يجوز التعويل عليها مهما كان مدّعيها.
ورابعاً: الإخبار بالغيب لا يقبل إلا ممن أطلعه الله تعالى على مفاتيحه، كالأئمة عليهم السلام. ولا ينبغي الاغترار بصدق بعض أخبار هؤلاء _المدّعين_، إذ كثيراً ما تلعب الصدف دورها، كما قد يبتني ذلك على التمويه والتدجيل، أو على وحي الجن والشياطين إلى أوليائهم لصرف قلوب الناس إليهم وتضليلهم بهم.
وعلى كل حال يحرم شرعاً القبول منهم وتصديقهم والاعتقاد بما يقولون، بل يلزم الحذر منهم والإعراض عنهم، حتى يشعروا بكساد سوقهم وخسران تجارتهم وضحالتهم في المجتمع. ويكفي شاهداً على ما قلناه، أنه لم تسبق أمثال هذه الدعاوى من أعاظم علماء الشيعة وذوي المقام الرفيع منهم، ممن عرفوا بالعلم الوفير والإحاطة بالضوابط الدينية والعقل الراجح والرزانة في الأمور وشدة الخوف من الله تعالى. ونسأله سبحانه حسن العاقبة.