المستبصرون
نافدة نطل من خلالها على حياة افراد عرفوا الحق فانحازوا اليه فبصرهم الله دينه فكانوا من المستبصرين في الدنيا ومن الفائزين في الاخرى نطلع على حياتهم فنستكشف اسرار تحولهم
ألفا عمر باه - مالكي - غينيا
ولد (ألفا عمر باه) عام ١٩٧١م بمدينة (مامو) في غينيا، واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على شهادة الليسانس في العلوم الاجتماعية، يجيد اللغة العربية والانجليزية والفرنسية إضافة إلى لغاته المحلية كالفولانية والسوسو.
كان (ألفا) مالكي المذهب في بدء أمره، ثم تتلمذ في مدرسة نصر الإسلام الوهابية مدّة أربع سنوات، فاعتنق فيها بعض آراء هذا التيار.
مطالعة أوّل كتاب شيعي:
كان الدافع في تغيير انتمائه الفكري، هو شدّة إعجابه بالدراسات التاريخية، مضافاً لاهتمامه بالمسار الإسلامي والمنعطفات الحساسة التي غيّرت مجراه ونشوء الفرق الإسلامية.
يقول الأخ ألفا: (كان أوّل كتاب شيعي يقع بيدي هو كتاب (عقائد الإمامية) للعلامة الشيخ محمّد رضا المظفر، فطالعته فوجدت فيه أطروحة فكرية لم أعهدها من قبل، وأكثر ما لفت انتباهي في هذا الكتاب هو أمر الإمامة والخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!
فتح له هذا الكتاب آفاقاً رحبة في مجال العقيدة، فانطلق في البحث حتى تفتّحت رؤيته على واقع التاريخ الإسلامي، وتعرّف على أمور جعلته يجدّد النظر في معتقداته الموروثة السابقة.
ومنها مسألة الإمامة، لأنّها مسألة أساسية في قاموس الفكر الإسلامي، وينبغي للباحث أن يحدّد موقفه منها، لأنّ البحث العقائدي في غيرها من المسائل بدون تحديد المعتقد في هذه المسألة الأساسية لايوصل الباحث إلى النتائج مطلوبة، وأنّ الباحث سيبقى في المسائل الجزئية في حيّرة ما لم يعرف الخليفة الحقيقي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، باعتباره الحافظ للشريعة الإسلامية التي جاء بها النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ومن دون ذلك لا يستطيع الإنسان الوثوق بالسلطة الحاكمة التي هيمنت على الحكم مع عدم امتلاكها الشرعية في ذلك، ولا يمكنه أخذ معالم دينه منها، لأنّها لاشك تخفي الكثير من الحقائق الشرعية التي تصطدم مع مصالحها.
حديث (وعترتي) ونقطة التحول:
بعد دراسة مكثفة أجراها في بيته، وبعد جهد وبحث بذله في مجال العقيدة ومن خلال مصداق عبارة (وعترتي)، التي تبين لـ (ألفا) من خلالها أن قمة الإيمان لا يميكن ارتقاؤها إلاّ بسلم متين، هو سلسلة العترة، الأئمة المعصومين فاعتنق مذهب الحق، مذهب أهل البيت عليهم السلام عام ١٩٩١ في عاصمة بلدة (كوناكري).