قصة قصيرة
يا ليت أني لم أطلب سواه
محمد حسن عبد
رجع الحجيج من حج هذه السنة فرحين مستبشرين بإتمامهم مناسكهم.. آملين وصولهم إلى أهليهم وذويهم.. وكان (عبد الله) ضمن جماعة في ركب قليل.. كان عبد الله يمشي تارة ويركب تارة أخرى.
واتفق هذه المرة أن يسير مسافة طويلة ولم يتسنّ له ركوب الدّابة، فقد طوى المسافة هذه؛ فاشتد لذلك تعبه..
فلما نزل ركبهم في بعض المنازل طلباً للراحة.. ذهب صاحبنا في نوم عميق.. لم يتفقده أصحابه.. فبقي نائماً في مكانه إلى أن أيقظه حرّ الشمس.
لقد انتبه بعد فوات الأوان.. لم ير أحداً من أفراد القافلة.. قام يمشي وقد أيقن من هلاكه في ذلك الطريق الموحش..
لكنه لم ييأس من روح الله.. فاستغاث بصاحب العصر والزمان.. إمامه المهدي عليه السلام.
فبينما هو كذلك في هذه الحال من الانقطاع والاستغاثة إلى الله بوليه بقيّة الله الإمام المهدي عليه السلام.. فإذا هو برجل في زي أهل البادية.. يركب ناقة.. فبادر الرجل الحاج بالقول:
- يا هذا أنت منقطع بك؟
فقال له على الفور وبلهجة المتلهف:
- نعم.
فرد الرجل:
- أتحب أن الحقك برفقائك؟
فقال له الحاج (وكاد يتعلق بالناقة):
- هذا والله مطلوبي.
تقرب الرجل وأناخ ناقته، وأردف الحاج خلفه ومشى.. وما هي إلاّ بضع خطى.. حتى أدركا الركب، فأنزله الرجل وهو يقول:
- هؤلاء رفقاؤك، ثم تركه وذهب لسبيله.. التفت الحاج عبد الله يمنة ويسيرة، استدار إلى الخلف لكنه لم يرَ الرجل.
أيقن عبد الله ساعتها أن من طلب منه الإغاثة فأغاثه هو الإمام المهدي عليه السلام:
فقال في نفسه :
- يا ليت انّي لم أطلب سواه.