علامات الظهور في الأدب العربي
السيد محمد علي الحلو
لم تقتصر علامات الظهور على ما أوردته المدونات الحديثة، بل شارك الأدب العربي بوجدان شاعره في متابعة هذه العلامات والاهتمام بها, حتى كأنّه يخيّل إليك أنّ لهذه العلامات آثارها على نفس الشاعر وتوجّهاته، بل لعلّ لهذه العلامات أهميتها في الشعور العام الذي يعيشه المجتمع الإسلامي وترقبّه للحدث القادم ... وعلى هذا الأساس فإن علامات الظهور تحفّز الذاكرة الأدبية حتى أغوارها المديدة بتأريخ مضرّج بدماء الأبرياء وبملاحم التنكيل والمطاردة من قبل الأنظمة الحاكمة.
والشاعر العربي يبعث بوجدانه المفعم بالشوق لذلك اليوم الموعود أملاً في أن يتحقق حلم السلام والعدل والأمان في ربوع الأرض المقهورة.
ومن نماذج الأدبيات المهدوية وما تضمنته القريحةُ الأدبية من نظم علامات الظهور يطالعنا الشاعر (شهاب الدين الحلواني) وهو من شعراء أهل السنة بهذه القصيدة:
بســـلام إلى الرســـــول تـــــــؤولُ ي مــاذا منـــه أبـــان الدليــــــــلُ بســـط النـاس يطلب التفضيـلُ هـــــو أجلى أقنى أشمّ كحيــــــلُ أيمــن خديه خال حســن جميـــلُ الثنايـــــــــــــا وبربعـــة لا يطـــــــــولُ منــــــــــــــــه ينميه إســــــــــرائيلُ كالكـوكب الـــدّرّي المضـي جليــــلُ أثـــراً قــــد قفـــاه الرســــــــولُ ويخضـــــرّ يــــابس مســـتحيلُ مثلاً في عاشورها فيصولُ باسمه مع يد اليه تميلُ باسمه للأنام طراً يهولُ يقيم القعود بشيء مهولُ باللسان الذي له إذ يقولُ فتن جمةٌ وخطب جليلُ مستطير وكوكب مستطيلُ تتلظى ليالياً وتزولُ وتوالي زلازل قد تغولُ ذهب كم وكم عليه قتيلُ ذي السنين الذي دهاها المحولُ بوصف الكسوف حقاً تحولُ فيمن له الأمور تؤلُ ببيت الله ردؤه جبرائيلُ وسور الوراء ميكائيلُ |
|
مالك الحمد هب الصلاة تطــولُ أبهذا السؤال عن نبأ المهـــــــــــد خذه رمزاً يغنــي اللبيب وممـــا وهو ضـرب من الرّجال حفيــفٌ أعيـــــــن أفــــــــــــرق أزجّ علـــــــــى أفلج الثغر حين يبســـم بــــــــرّاق عربـــــيّ في لونه وكأنّ الجســـــم وجهـه في اشتـــــداد سمــرتــه يقســــم المــــال بالسويـــّة يقفــو ولــــــــه كالكليـــم ينفلـــــــق البحــــر وبوتر يقوم في عام إحدى وعليه الغمام فيه نداء ومناد من السماء ينادي يوقظ النائمين يفقد من قام لفظه واحد ويسمع كل وقبيل الظهور تبدوا أمور وظلام على السما واحمرار واضطرام يبدو من الشرق نارٌ وخسوف بالشام يمحو حرستا وانحسار الفرات عن جبل من وطلوع القرن العجيب المرائي ولنصف من شهر صوم ترى الشمس ثم يقضى خليفة فيطول الخلف فيقوم المهدي من جهة الشرق فهو سور على المقدمة الغرّاء |
إلى أن يقول:
يدهى بالخسف جيش ضلولُ لعلا عزّه المنيع ذليلُ كل قاصٍ ويعظم التعديلُ لا يضاهيه حين يجري النيلُ خلفه وليكن كذا التفضيلُ |
|
وبيداء بين مكة والغرّاء وبذل الملوك طراً فكلّ وله يذعن الأنام ويدنو وتفيض السماء والأرض خيراً ثم يأتي المسيح حتى يصلي |