نافذة خواطر مهدوية
فرح موسى
تكسرت القيود
عيت كل الوعود.. وتداعت كل الأحباب وتراجعت.. وتكشفت أباطيل الغايات, وأقنعت النفس.. بحقيقة الخلود فلغير انتظارك لم أكن ولا أكون, فتمر السويعات والأيام والسنون وتنقضي آمال العباد وينهار كل حب ولم يصمد سوى حبك الأ وحد بين النبضات. وينبري ذاك البصيص الساكن وسط الفؤاد, ليعلن غاية البقاء ويبهج قرح العيون وينجلي الليل ويعم السكون.
ويأتي صبح جديد وتشرق شمس انتظارك، وتبعث نورا مخمليا مشهود، وتزقزق طيور الأمل بترنيمات دعاء العهد.
اللّهم ربّ النور العظيم ورب الكرسي الرفيع ورب البحر المسجور ومنزّل التوراة والإنجيل والزبور، ورب الظل والحرور
وتهب أنسام عبير فرَجك لتحرك وريقات الشجر لتنثر رذاذ عبق الأمل لتجلي به يأس السنين وتستحيله لأمل اللقاء في الآتي من الأيام، ويخلّص النفس من رين الذنوب والآثام، وينشر لباس الزهد والتقى، ويبهج العين بنور الغائب الموعود.
ويتجدد مثل كل يوم وفي كل عصر وحين عهدك المعهود، والباطل أُدحض وأبداً لن يعود.
فقد تكسرت تكسرت القيود.