دور القضية المهدوية في التغيير
جويدة غانم
تجسد القضية المهدوية خلال مسيرتها الأدوار التالية:
١. الـدور الـرحماني: باعتباره _أي الإمام المهدي عليه السلام_ آية الرحمة حيث يجسد سلطة الخلاص سواء الخلاص الفردي أو الجماعي، إذ ينزوي الأمر في إنقاذ البشرية وتحقيق المجتمع المنشود أو البشرى المنتظم والمنتظر.
٢. الـدور المعنـوي: ويتركز البحث فيه في أسس النجاح وكيفيات تحقيقه في جميع الميادين سواء كانت داخلية أو خارجية المؤدية إلى كفالة النصر مصداقا لقوله تعالى: ( إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ).
٣. الـدور التغيـري: أن يقود التغيير بمفهومه الإيجابي، باعتباره حامل رسالة، وصاحب مشروع، على كل براثن الظلم والاستبداد، ومن ثم فهو المنتظر المصطفى، فتتنامى النظرية جماهريا وطبقيًا ودينيًا وحتّى عسكريًا، تحمّله في نهاية المطاف إلى تغيير الأوضاع وتحولٌ في الاستراتيجيات. تتحول بمقتضاها العلاقة بين الحاكم والمحكومين.
- وفي هذا التاريخ، تطمح المهدوية إلى مجتمع يسود فيه قيم الحرية والعدالة وهي غاية الغايات بعيدة كل البعد عمّا بناه أفلاطون في الجمهورية، والفارابي في مدينته، وبالتالي الخروج من الفكرة الطوباوية بحيث يجعلنا هذا الخروج نعتنق الفعل في مضمونه وأهدافه لا في شخصه وهويته.
ولأنّ الانتظار أمل للإنسانية فإنّ الشرط الأساسي والمهمة الأساسية، هي إقامة مجتمع مدني يدير الحق بصفة كونية عادلة، في ظل ما يتعرض له من تهديدات القمع المرتبطة بفكرة التاريخ الكوني الذي يعلن عن قراءة جديدة لمسألة البدايات والنهايات.
- والأرجح في إمكانياتنا المعقولة والمحدودة في إطار هذه التجربة، أن نجد أنفسنا أمام تحديات وانتقادات ينبغي الاضطلاع بها، فلا فائدة ترجى من البحث في الواجب عن قاعدة استطاعتنا وقدرتنا، وإذ ذاك نظّل سجناء خطاب يدعنا في الغالب عاجزين ممزقين، متذبذبين في إقرار الأحكام، فليس ما هو كائن هو الذي يحدد استطاعة الفعل بل إنّ استطاعة الفعل هي التي تحدد ما ينبغي أن يكون.
إن الهدف الأساسي هو البحث عن إنسانية الإنسان، بواسطة الثورة التّي تعطي للإنسان مفهومه الحقيقي، كفرد واع لتاريخه، ووجوده، والثورة لا يمكن أن تحقق أهدافها إلاّ إذا انطلقت من معايير حقيقية للتغيير تعكس للإنسان صورته وحركته في الحياة، ترى في الإنسان الكامل أو المجتمع الكامل، هذه السيرورة المتحركة، لأنّ الفعل الإنساني هو الجوهر الحقيقي لكل العمليات التاريخية، وأنّ التاريخ في عمقه هو تاريخ أفكار ومعارف، حين تنحدر بالرجوع إلى الشروط السوسيولوجية، بالمقارنة مع الحالة التّي تنتج، عنها سواء كانت سلبية أو إيجابية.
أنّ الضمان الأكبر لنجاح حركة التغيير أن تكون مستندة إلى سند عقدي إيديولوجي، يقوم على تنظير عملي، ويعتمد الحجة العقلية، فتكون الملهم الأساسي لمحتوى الحركة في مسارها العملي حينما تصطدم بمشاكل المواقع . فتمنح الفعل قدره من التأثير إعلانًا للعودة، وخروج المستبعد من دائرة اللاشعور إلى دائرة الشعور.
- وإذا كانت النظريات الغربية بكل توجهاته سلبية تريد أن تزعزع الفرد المسلم والمجتمع المسلم، عن كيانه، قصد إضعاف الامة وإرهاقها، وتجريدها من كل ما هو إنساني لضرب الإسلام بصفة أدق، في سياق معادلة الخير والشر،فكيف تصنع المهدويّة التاريخ ؟ وهل بإمكانها ذلك ؟.
- إذا تأملنا في مصطلح الـ م. هـ. د. و. ي. ة (المهدوية) من حيث دلالتها اللغوية، فتعني الاهتداء إلى ما هو أليق وأنسب في التفكير، وإذا ما تأملنا من الناحية المنهجيّة، فهي الانتقال من الأنا أفكر إلى الأنا أقدر، إلى الأنا أقاوم.
هذا النموذج هو الكفيل لمواجهة التحديات أمام التحولات الجديدة التي تطرحها ساحة الوقائع والأحداث، والسعي المتواصل للبحث عن مشروع جديد، يكون قوامًا للأمة وحراكها، وفي الوقت نفسه لتستعيد هيبتها ومكانتها، في ظل الطموحات والرؤى الإستشرافية التّي يطمح الشيعة في تحقيقها. لامتلاكها قوة الخطاب، الذي سيكون السبيل الوحيد والخيار اللازم، للخروج من مقامات التنظير المجرد، الذي يساهم في تظليل الإستراتيجية المتوخاة لمجابهة التحديات التي قد تطرح مضاربات تعكّر من صنع الهدف ومن قيم الغاية. وإذا كان التاريخ يعيد نفسه، فكيف يعاد في طيات هذه التجربة؟.
ان المتتبع لما مر به الاسلام كفكر وكواقع يجد وبكل وضوح أن هناك محاولات للقضاء عليه وتحييده عن إدارة الانسان والكون وقد يكون الكثير ممن يؤذي الاسلام او يقصيه وهو في الداخل إلا أنه صنيعة الخارج وليس بعيد ما يدور اليوم في عالمنا من احداث وكيفية الاتفاق بين غير المسلمين على تلويث الاسلام سواء من خلال الايدي الداخلية كالحركات الغبية الوهابية او غيرها التي لاتفهم من الاسلام إلا لقلقة اللسان او الخارجية التي تنظر لفكر شمولي يؤمن للانسان الحياة الكريمة والاستقرار بعيداً عن الدين.