الخواطر المهدوية
الحسرة على السلف
الشيخ حبيب الكاظمي
يتحسّر بعضهم عند الإطلاع على سيرة السلف من العلماء والصالحين، لعدم إدراك زمانهم والعيش معهم، ليقتبس الكثير مما كانوا فيه ..والحال أنهم لا يعيشون الحسرة نفسها تجاه من بيده أزمّـة الأمور في زمان الغيبة، مع أنه بيمنه رزق الورى، وبوجوده ثبتت الأرض والسماء. فهو عليه السلام إمام الصالحين في العصور المتمادية، وما اكتسب الصالحون درجة الصلاح إلاّ بمباركته ودعوته ورعايته، كما هو مقتضى تنـزّل الأمر عليه في ليلة القدر وغيرها. ولا شك أن (الاحتجاب) الظاهري لا يمنع مثل هذه (الرعاية)، إذ أنه كرعاية الشمس لنبات الأرض ولو من وراء السحاب. ومن المعلوم أن الأئمة عليهم السلام في زمان الظهور أيضاً كانت لهم هذه الرعاية والتسديد لمواليهم حتى مع تباعد الأمكنة، إذ لم تُـقدّر لبعضهم رؤية إمام زمانه أبداً. فليكن المانع في مقتضى الزمان كما نحن فيه، كالمانع في مقتضى المكان كما كانوا هم فيه.