المستبصرون
نافدة نطل من خلالها على حياة افراد عرفوا الحق فانحازوا اليه فبصرهم الله دينه فكانوا من المستبصرين في الدنيا ومن الفائزين في الاخرى نطلع على حياتهم فنستكشف اسرار تحولهم
صادق حسين النقوي _حنفي_ كشمير
ولد (صادق النقوي) عام ١٩٦٩م بمنطقة (مظفّر آباد) في كشمير الحرّة، نشأ في وسط عائلة هاشمية النسب تعتنق المذهب الحنفي.
يقول السيد صادق النقوي: أمضيت سنوات من عمري وأنا أعتبر نفسي سائراً على نهج مذهب أهل البيت عليهم السلام، حتى دخلت الجامعة فتعرّفت خلال الدراسة على الشيعة، فأعجبت بهم، وذلك لسعة ثقافتهم الدينية وارتفاع مستواهم الفكري، وتقرّبت إليهم حتى أصبحت لي علاقة ودّيه مع اثنين منهم، فكنت أجالسهم وأتحدّث معهم في شتى المجالات العلمية والثقافية، حتى دار بيني وبينهم ذات يوم حوار حول مسألة المذاهب والأديان، فأخبرتهما بأنني شيعي _باعتباري سيد هاشمي_.
فقالا لي: كيف تكون شيعياً ونحن لا نرى ممارساتك العبادية وفق المذهب الجعفري؟!.
فتعجّبت من كلامهما! وقلت: ما هو منهج الشيعة في العبادة ...؟
فبدأ زميلاي يحدّثاني عن أصول مذهب الشيعة ومعالمه وخطوطه العريضة، وذكرا لي الظروف القاسية والمحن الصعبة التي مر بها هذا المذهب وأتباعه.
فاستغربت من ذلك! وعرفت ذلك الحين مدى غفلتي عن الواقع والحقيقة، وقرّرت بعد ذلك أن أبذل قصارى جهدي للحصول على معتقد يرتكز على الدليل والبرهان فاعتنقه عن علم ودراية. فطلبت منهما إرفادي بكتب الشيعة العقائدية والفقهية والتاريخية لأتحقق من نفسي، ولأصل إلى ما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ونهج آله عليهم السلام، فأتخذه سبيلاً أسير عليه بعزم وثبات في حياتي، فأرسلا إليّ الكتب، وعكفت على قراءتها ومطالعتها بدقة وإمعان، وكنت أناقش ما كان غامضاً فيها معهما ومع غيرهما، وبعد مضى فترة أدركت أنّ مضامين هذه الكتب متينة الاستدلال سهلة الأسلوب ومستظلة بمظلة القرآن، وموافقه لسنة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وزاخرة بتراث العترة الطاهرة عليهم السلام، فكانت هذه الكتب تلامس شغاف قلبي وتفتح أبواب عقلي.
وهكذا تشرفت باعتناق مذهب أهل البيت عليهم السلام، وفي بلدي وذلك عام ١٩٩٠م.