قصة قصيرة
لا تحزن سيعطيك الله كليهما
محمد حسن عبد
خرج من مدينة كـاشان والتحق بإحدى القوافل الذاهبة إلى الديار المقدسة ...
ما إن عبرت القافلة ديار إيران حتى أحس هذا الكاشاني بعجز يدب في رجليه .. فلم يقدر على مواصلة السير مع القافلة لأداء فريضة الحج لهذا العام.
لقد أصيب الرجل بتيبس برجليه وفقد القدرة معها على المشي بالكامل.
لقد طلب من رفاقه في القافلة أن يتركوه حيث هو,بجوار قبر أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام.
وفعلاً تم له ذلك إذ أسكنه أحد أهالي المدينة بغرفة بجوار المرقد العلوي المقدس... أما القافلة فقد غادرته وذهبت بطريق الحج.
كان هذا الزائر الكاشاني متبرّماً من حاله .. لقد كان متضايقاً, وفي يوم طلب من مضّيفه قائلاً: انقلني إلى مكان آخر.
وفعلاً نقله مضيفه إلى مقام الإمام المهدي عليه السلام في وادي السلام, وبقى الزائر في المقام المهدوي وحيداً يفكر في حاله وهو مهموم مغموم, فإذا بشاب صبيح الوجه وعليه سمرة مليحة قد دخل المقام.
سلم الشاب على الزائر ثم توجه إلى محراب المقام وصلى هناك ركعات ... تعجب الزائر الكاشاني لها وقال في نفسه.
والله أنها لصلاة لم ير نظيراً لها في خشوعها.
ولما فرغ الشاب من صلاتـه سأل الزائر عن حالته فأجاب بضجر.
- ابتليت ببلية ضقت بها ذرعاً, فلا يشفيني الله فأسلم منها, ولا يميتني فأستريح منها.
عندها قال له الشاب: لا تحزن سيعطيك الله كليهما.
ثم ذهب الشاب.
ومباشرة رأى الزائر أن قميصه الذي غسله قبل قليل ونشره يكاد يسقط على الأرض. فقام وبكل نشاط ليلتقطه..
نظر الزائر إلى وضعه.. وعلى الفور سأل نفسه:
- أين مرضي الذي كنت عليه.. ليس له من أثر,عندها عرف الزائر أن الشاب الذي حضر عنده هو مولانا القائم عليه السلام
هرول هنا وهناك بحثا عنه فلم يجده.. فحزن حزناً شديداً.
بقي هذا الزائر الكاشاني على حالته وفي سكنه إلى أن قفل رفاقه من حجتهم.. فقص عليهم القصة وبقي معهم أياماً.. مرض بعدها فأوصاهم بوصيته ثم توفّاه الله بعدها, ودفن في الصحن الحيدري الشريف.
لقد تعجب أصحابه مما سمعوه من رفيقهم, وما تحقق منه مما أخبره به مولانا صاحب الزمان عليه السلام حيث الشفاء ثم الوفاة: فقال له:
-لا تحزن سيعطيك الله كليهما-