علماء يتحدثون عن المهدي والمهدوية
الشيخ عفيف النابلسي/ لبنان:
هناك من يقول إن الانتظار يعني السكوت وعدم التعرّض للقيام وإقامة دولة، حتى ينتشر الضلال في الجو العام وبالتالي تمتليء الدنيا ظلما فسيخرج الإمام عليه السلام ويملأها قسطا وعدلا، وتذهب حكومات الجور إلى جهنم، وتأتي محلها حكومات تعمل بالإصلاح، من هنا علينا حسب رأي هؤلاء، علينا أن نكون نحن جاهزين وجالسين مهيئين لكن ليس علينا أن نجاهد ما دام أن ما نقوم به لا يؤخّر ولا يقدّم في إظهار دولة العدل وإنما ربما نبتلى به أكثر ويزداد علينا العدو شراسة أكثر ليرعبنا ويفرقنا ويمزقنا ويفرق شمل المسلمين أكثر، فمن هنا كلما استطعنا أن نبتعد عن الأحداث الدامية كلّما سلمنا أكثر، وبتعبير آخر أن نبقى جلاس بيوتنا، أن نختبيء في بيوتنا ولا نتعداها, فهذا هو الانتظار السلبي.
==================
الشيخ محمد العباد/ السعودية:
الانتظار السلبي يعني التخلّي عن المسؤولية وما يمكن أن نعبر عنه بمجرد الرصد للعلامات التي ربما قد أشارت إليها الأحاديث والروايات الشريفة، وكذلك الإتكالية، على أن التبليغ والقيام بمسؤوليتنا الدينية الإسلامية من القيام بنشر العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كذلك بنصب العدل على أساس أن كل هذه المهمات وغيرها هي مناطة بالمهدي المنتظر ولا شك أن الانتظار بهذا المعنى يعتبر انتظارا خاطئا جداً.
==================
الشيخ جعفر الهادي/ العراق:
البعض يتصور أن انتظار القائم المهدي الموعود هو بأن نترك الساحة ونغادر ميدان العمل للآخرين، إنّما الانتظار العمل يكون في متنه وفي حقيقته، فالانتظار عمل ونظرة إلى المستقبل وليس نظرة إلى الوراء، فالنظرة إلى الوراء، نظرة آيسة وهي اجترار الماضي واكتفاء به وليس فيه عمل، ولا يكون مقترنا بالنشاط، أمّا إذا كان الانتظار النظرة إلى المستقبل فذلك يطلب من الإنسان عملاً وتحركاً وهكذا يكون الانتظار الحقيقي أو ما سميناه الانتظار الايجابي.
==================
د. محمد علي الحسيني/ العراق:
الانتظار في الحقيقة هو حبّ وأمل فإذا كنت تهوى أي شيء ولا سيما إذا كنت تهوى حبيبا فلابد أن تسلك سبيلاً وان تهيء نفسك وتعد نفسك إعداداً حضارياً وبالتالي أيضاً تزاوج بين الفكر والعقل، بالقلب وبالجوانح والجوارح كما ان عقلك يكون منتظرا وفكرك يكون منتظرا، وقلبك يكون كذلك وبهذا الولاء وبهذا الولاء الكامل.