الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء
يتحدث عن المهدي عليه السلام
إن قضية الغائب المنتظر أرواحنا فداه عقيدة راسخة وقاعدة شامخة مبنية على أصول متينة وقواعد رصينة لا يمكن التغضي عنها والخروج منها، وأصبحت أمراً مفروغا فيه، ولكن أنى لضعيف البصيرة من إدراك تلك القواعد المحكمة والقضايا المبرمة، ولو بطلت الإمامة بطلت النبوة، ولو بطلت النبوة بطل التوحيد، سلسلة مرتبطة بعضها ببعض، وحلقات تتصل إحداها بالأخرى بل الأخبار والأحاديث النبوية قد طابق النقل فيها العقل، والكل واضح وضوح الشمس بيد أن الخفافيش بنور الشمس لا تعيش، فيقول من أغشاهُ نور شمس الحقيقة إن العقول لم تعد تحتمل وجود إمام غائب منتظر،نعم إن العقول السخيفة والانفس الضعيفة لا تحتمل ذلك, وإنما تذعن به عقول أهل الإيمان واليقين التي لا تخضع إلا لسيطرة الأدلة والبراهين.