قصة قصيرة
إنه سيدي صاحب العصر والزمان
محمد حسن عبد
كما اعتاد زائروا مسجد الكوفة المعظم.. ورغم الزمان المخيف وكثرة اللصوص وقطاع الطرق, قصد التقي السيد محمد بن معصوم القطيفي المسجد برفقة أحد طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشـرف.
دخل القاصدان المسجد ويا للغرابة.. فلم يكن هناك من زائرين .. فخاطب السيد صاحبه ـــ ما الخبر يا صاحبي .. ماذا حدث.. أين هم الزائرون؟
فأجابه صاحبه:
_ لا. هناك رجل واحد.. وإنه منشغل بالعبادة.. لم يأبها بالأمر.. و واصلا أداء الصلوات المندوبة والأدعية في مقامات المسجد.. إلى أن غربت الشمس.. فأسرعا إلى باب المسجد وأغلقاها بما تيسّر من أحجار وأخشاب,و بالصورة التي لا يمكن لأحد أن يفتحها من الخارج: بعدها ذهبا للجلوس عند دكة القضاء.. وهما يسمعان صوت الرجل الصالح يدوّي بدعاء كميل.
بينما هما على هذه الحالة فإذا بطيب قد انتشر في جو المسجد..
لم يمتلك الزائران معه إلاّ أن يقولا:
_ إنه المسك الأذفر .. و الأروح للقلب من النسيم.
التفتا فإذا بشخص قد دخل المسجد مع أن الباب مغلق.. إنه رجل فعلاً.. ويرتدي الزي الحجازي.. يمشي واثقاً, وفي سكينة ووقار.. وعليه هيبة وجلال.. قاصداً باب مرقد مسلم بن عقيـل.. فلما صار قربهما سلم عليهما.
لقد أخذتهما الدهشة.. بل الذهول مما منع احدهما من رد التحية, أما السيد القطيفي فقد رد السلام ولكن في غاية الصعوبة.
ولكن صاحب السلام قد ابتعد عنهما واختفى أو كاد..
أسرع الإثنان إلى الرجل المتعبد فإذا هو يبكي بكاء الواله الحزين.. فسألاه إن كان رأى مثلما رأيا, فقال بحسرة.
- لم أتشرف بلقاء خليفة العصر..
وا آسفاه لم أتزود من لقاء سيدي.. لأنني كنت مشغولاً بقراءة الدعاء.. لقد قصدني هو بنفسه.
لقد وقف على رأسي .. فسألني, ماذا أقرأ,لم أتمكن من الجواب, فمضى عني ...
إنه سيدي صاحب العصر الزمان عليه السلام.