انتظار الفرج
السيد علي الميلاني
مسألة الانتظار، ومسألة ترقب الحكومة الحقة، هذه المسألة خير وسيلة لاصلاح الفرد والمجتمع، وإذا صَلُحنا فقد مهّدنا الطريق لظهور الامام عليه السلام، ولأن نكون من أعوانه وأنصاره.
ولذا أمرونا بكثرة الدعاء لفرجهم، وأمرونا بالانتظار لظهورهم، هذا الانتظار معناه أن يعكس الانسان في نفسه ويطبّق على نفسه ما يقتضيه الواقع، قبل أن يأتي الامام عليه السلام ويكون هو المطبِّق، ولربّما يكون هناك شخص يواجه الإمام عليه السلام ويأخذ الإمام منه كلّ شيء، لانّ كلّ الاشياء التي بحوزته ليست له، وهذا ممكن.
فإذا راقبنا أنفسنا وطبّقنا عقائدنا ومعتقداتنا في سلوكنا الشخصي والاجتماعي، فسنكون ممهّدين ومساعدين ومعاونين على تحقّق الأرضية المناسبة لظهور الإمام عليه السلام.
يقول الإمام عليه السلام _في نهج البلاغة_: (ولا تستعجلوا بما لم يعجّله الله لكم ، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته، مات شهيداً).
وعندنا في الروايات: أنّ من كان كذا ومات قبل مجيء الإمام عليه السلام مات وله أجر من كان في خدمته وضرب بالسيف تحت رايته .
يقول الامام عليه السلام: (فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً، ووقع أجره على الله، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلاته لسيفه، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً).
ففي نفس الوقت الذي نحن فيه مأمورون بالدعاء بتعجيل الفرج، فنحن مأمورون أيضاً لتهيئة أنفسنا، وللإستعداد الكامل لان نكون بخدمته، وإذا عمل كلّ فرد منّا بوظائفه، وعرف حقّ ربّه عزوجل وحقّ رسوله صلى الله عليه وآله وحقّ أهل بيته عليهم السلام، فقد تمّت الأرضية المناسبة لظهوره عليه السلام، ولا أقل من انّا أدّينا تكاليفنا ووظائفنا تجاهه عليه السلام.
وما دمنا قد عرفنا الدليل البرهاني العقلي والروائي على وجوب الإلتزام العملي، فعلى كلّ واحد منّا العمل بوظائفه تجاه ربّه وتجاه رسوله وتجاه أهل بيت الرسول عليهم السلام.