من فقهائنا
سلسلة من المقالات تسلط الضوء على حياة الفقهاء النواب للإمام المهدي القائم عليه السلام
آية الله العظمى شريف العلماء المازندراني قدس سره
هيئة التحرير
أسمه ونسبه قدس سره
هو محمد شريف بن حسن بن علي القبيسي المازندراني الحائري المعروف بشريف العلماء، والظاهر أنّ مولده كان في كربلاء المشرّفة التي عاش فيها أكثر عمره.
سافر شريف العلماء قدس سره مع أبيه إلى إيران وساح فيها، ثم عاد إلى مسقط رأسه كربلاء المقدسة.
علمه وتدريسه قدس سره
اجتذبت ابحاثه وتقريراته الفقهية والأصولية المئات بل الآلاف من الفضلاء إلى كربلاء، كذلك الطلاب المبتدئين والمنتهين، إذ كان يحضر تحت منبر درسه ألف من الطلبة فيهم العلماء والأفاضل.
وقد كان بحق مربيا ومعلماً للفقهاء، مؤسساً لعلم الأصول، جامعاً للمعقول والمنقول، نادرة الدهر وأعجوبة الزمان. تبوأ مكانة سامية في ميادين العلم والفضيلة وذاع صيته وحفلت حياته بجلائل الأعمال ونوادر الأفعال.
كان شريف العلماء قدس سره يلقي درسين في اليوم، أحدهما للمبتدئين والآخر للمنتهين، وقلّما وجد عالم واستاذ بارع، ومقتدر ومتمكن من قواعد علم الأصول مثله.
كان أعجوبة في الحفظ والضبط، ودقة النظر وسرعة الانتقال في المناظرات والمباحثات الجدلية.
ويقال أن أسباب نبوغه هو أنه كان يبقى مستيقظا طوال الليل وحتى الصباح، مشغولا بالمطالعة والبحث في الكتب.
من أساتذته قدس سره
تتلمذ شريف العلماء قدس سره على يد علماء عصره، وأشهرهم:
- السيد محمد المجاهد.
- والده السيد علي (صاحب الرياض).
تلامذته قدس سره
حضر درسه قدس سره العلماء والأفاضل، منهم :
- الفاضل الدربندي.
- محمد شفيع بن السيد علي اكبر الحسيني العلوي البروجردي.
- الشيخ مرتضى الانصاري.
- السيد ابراهيم القزويني- صاحب كتاب (الضوابط).
- سعيد العلماء البارفروشي.
- السيد محمد شفيع الجابلاقي.
- المولى اسماعيل اليزدي قدس سره.
اقوال العلماء فيه قدس سره
تحدث عنه الكثير من الأفاضل ومنهم تلاميذه:
- فقد وصفه تلميذه الفاضل الدربندي مفضلاً إياه على المتقدمين والمتأخرين.
- وصفه السيد محمد شفيع البروجردي في اجازته المسماة بـ (الروضة البهية في الطرق الشفيعية) فقال فيه: (فمنهم السالك في مسالك التحقيق، والعارج في مدارج التدقيق، مقنن القوانين الاصولية، مشيد المباني الفرعية، مفتاح العلوم الشرعية، مربّي العلماء الإمامية، مدرس الطالبين جميعا في جوار ثالث الأئمة عليهم السلام...).
- وقد ترجمه باسهاب وتفصيل صاحب كتاب (الكرام البررة) حيث قال: (...من أعاظم العلماء في عصره، كان من رؤساء الدين وسلالة المذهب، وأبطال العلم وعمد الشريعة، ومن الحجج والآيات وشيوخ الإجتهاد الأفاضل..).
- وذكره العلامة السيد محسن العاملي صاحب كتاب (اعيان الشيعة) فقال في ترجمته: (كان من أجلّة علماء عصره وشيوخ العلم...).
وفاته قدس سره
توفي قدس سره في كربلاء بمرض الطاعون الجارف سنة ١٢٤٦هـ ودفن في داره هناك، وقبره مزار معروف في زقاق (كدا علي) المتفرع من شارع الحسين عليه السلام، وإلى جانبه مدرسة شريف العلماء.