المستبصرون
نافدة نطل من خلالها على حياة افراد عرفوا الحق فانحازوا اليه فبصرهم الله دينه فكانوا من المستبصرين في الدنيا ومن الفائزين في الاخرى نطلع على حياتهم فنستكشف اسرار تحولهم
أبو القاسم محمد أنور كبير - وهابي - بنغلاديش
ولد (أبو القاسم) عام ١٩٧٠م في بنغلادش، نال شهادة الليسانس في العلوم الزراعية، وشهادة الليسانس في العلوم السياسية والثقافة الإسلامية.
يقول الأخ أبو القاسم: (نشأت في أوساط عائلة متدينة ومحافظة، تعتقد أنّ الالتزام بالتعاليم الدينية والإرشادات الإسلامية أمر أساسي لايمكن غض الطرف عنه، فكانت المعارف الدينية الأولية في الأصول والفروع عندي مستوعبة وواضحة، بحيث تركت الأثر على سيرتي فيما بعد.
ومن جرّاء تلك التربية تأصّلت عندي هواية قراءة التاريخ الإسلامي، لاسيما المرتبط بحياة الصحابة والخلفاء، فكنت أستمتع عند قراءة سيرة النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء وقصص سائر الأنبياء عليهم السلام .
لكن ثمة أمور كانت تكدّر صفو هذه الهواية، وتجعلني أعيش حالة الاستغراب والاشمئزاز من بعض القضايا التي أقرؤها).!
بدء التعرّف على الشيعة:
يضيف الأخ: بعد مضي سنوات عديدة من تخرجي عملت مترجماً في بعض الصحف ودور النشر البنغالية، فاتفق أن اطلعت على ترجمة لكتاب (تفسير الميزان) للعلامة الطباطبائي، فوجدت منهجه يختلف عن التفاسير التي قرأتها من قبل! ووجدته تفسيراً جديداً في الأسلوب، يجمع بين الحداثة والتقليد).
وكان هذا أوّل كتاب شيعي يقع بيدي، وعند قراءتي لبحوثه التاريخية اندفعت لتجديد النظر في معتقداتي السابقة، وقد تبيّن لي أنّ عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين طهرهم الله من الرجس أحقّ بالخلافة من غيرهم، وأنّ التمسك بغيرهم يأخذ بيد الإنسان إلى الضلال، فلهذا تركت معتقداتي الموروثة وأعلنت استبصاري في العاصمة (دكا) عام ١٩٩١م.