شعراء مهدويون
السيد رضا الهندي
إعداد: حسن عبد الأمير الظالمي
هو السيد رضا بن السيد محمد بن السيد هاشم، الذي يتصل نسبه إلى السيد جعفر بن الإمام علي الهادي عليه السلام.
ولد في النجف الأشرف في ٨/ذي القعدة/١٢٩٠هـ_١٨٧٣م.
انتقل مع أبيه إلى سامراء سنة ١٨٨٠م وبقي هناك ١٣ سنة، ثم عاد إلى النجف الأشرف.
كان من علماء الشيعة وحججها وفضلائها المبرزين. نشأ على أبيه وكان آية في الذكاء وحب الدرس حتى صار يشار إليه بالبنان.
له كتب قيمة تدلّ على علوّ منزلته العلمية والأدبية، منها: (بُلغة الراحل) و(ترجمة دعاء كميل إلى الانكليزية) و(الخطاب الفاصل) و(درر البحور) إضافة إلى ديوان شعره.
توفي قدس سره بالسكتة القلبية يوم الخميس ١٢/جمادى الأولى/١٣٦٢هـ_١٩٤٣م.
شعره:
أجمع الأدباء على أن السيد رضا الهندي شاعر من الجيل الأول، في فصاحة اللغة، وقوة السبك، وجمال الصورة، وعمق المعنى الفكري الذي يتضمنه النص، وقصائده بلغت من الشهرة أن تغنى بها الخطباء على المنابر وفي المجالس الأدبية، كـ (القصيدة الكوثرية) و(القصيدة الصاحبيّة) وغيرهما.
شعره في الإمام المهدي عليه السلام:
لم نجد في ديوانه الذي حققه وطبعه الأستاذ عدنان عليوي الجوارني سوى قصيدتين في الإمام المهدي عليه السلام، الأولى القصيدة الصاحبية التي ردّ فيها على قصيدة محمود شكري الآلوسي التي أرسلها إلى علماء النجف الأشرف، يشكك فيها بحقيقة الإمام المهدي عليه السلام، فكان ردّ السيد رضا الهندي شعراً رائعاً ومقنعاً ومنه:
هو القائم المهدي ذو الوطأة التي |
|
بها يذر الأطواد يرجحها الذرُّ |
وقال محتجاً على الآلوسي بقوله:
ففيه أقرّ الشافعيّ ابن طلحة |
|
برأي عليه كل أصحابنا قرّوا |
وللسيد رضا الهندي قصيدة في الإمام الحسين عليه السلام مطلعها:
أيّان تنجز لي يا دهرُ ما تعدُ |
|
قد عَشّرت فيك آمالي ولا تلدُ |
وفيها يذكر الإمام الحجة عليه السلام فيقول:
يا صاحبَ العصر أدركنا فليس لنا |
|
وردٌ هنيء ولا عيشٌ لنا رغدٌ |
وقصيدته هذه يلاحظ فيها روعة الصورة، وقوة العبارة، وجودة السبك، وأن شعره مفهومٌ لمتوسطي الثقافة، إضافة إلى أنّه شعر يحرك المشاعر ويدغدغ العواطف.
ويستنهض الشاعر الإمام المهدي عليه السلام بأبيات يقول فيها:
فانهض فدتك بقايا أنفس ظفرت |
|
بها النوائب لمّا خانها الجَلَدُ |
ولانعدم للسيد رضا الهندي شعراً لم يدرج في ديوانه نرجو أن تجود به الأيدي في المستقبل إن شاء الله.