ومضات
هبة رأفة الولي
الشيخ حبيب الكاظمي
يطلب المؤمن من ربه أن يهبه رأفة ورحمة وليّ الأمر عليه السلام. فالرأفة والرحمة وإن كانت (منقدحة) في قلب الولي، إلا أنها (مستندة) إلى الله رب العالمين، يهبها لمن يشاء من عباده. فيُعلم من ذلك أن الطريق إلى رأفة الحجة في كل عصر، هو التوجه إلى الرب المتعال، وبذلك يتجلى لنا عدم المفارقة بين الالتجاء إلى الحق وبين الالتجاء إلى أوليائه سواء في: مجال استجابة الدعاء، أو الشفاعة، أو الأنس بالذكر، كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : (شيعتنا الرحماء بينهم، الذين إذا خلوا ذكروا الله. إنا إذا ذُكرنا ذُكر الله، وإذا ذُكر عدونا ذُكر الشيطان). فإن من الخطأ بمكان أن نعتقد أن التعامل مع أولياء الحق، إنما هو في (عرض) التعامل مع الحق المتعال لا في طوله، ومع الاعتقاد بهذه (الطولية) ترتفع الاشكالات الكثيرة، ويزول الاستغراب من الاعتقادات الناشئة من توهّم العرضية في التعامل .