دجال البصرة (أحمد اسماعيل كويطع)
ما افتراه دجال البصرة على الحوزة العلمية في النجف الأشرف
الحلقة الثانية
بقلم: الشيخ علي الكوراني
سلسلة مقالات تنشر على شكل حلقات أخذت من كتاب (دجال البصرة) تأليف الشيخ الكوراني وتم إعادة ترتيبها دون المساس بالنص إلا ما تقتضيه ضرورة النشر من ترتيب أو حذف لبعض ما لا يؤثر على النص والمضمون، ارتأينا تقديمها للقارئ على ما هي عليه وبقلم الشيخ المؤلف الذي يمثل قراءة في أدعياء المهدوية بلون خاص قد تميز به قلمه.
- زعم أنه رأى الإمام المهدي عليه السلام في المنام في عهد صدام، فأمره بالذهاب إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف لإصلاحها! وقد كان موظفوا المخابرات الذين عممهم صدام وأدخلهم في الحوزة، يتكلمون يومها عن فساد الحوزة ووجوب إصلاحها!
ويدعي هنا أنه أصلح الحوزة العلمية في النجف الأشرف، قال: (وذلك لأن الحوزة لايدرَّس فيها القرآن، فدرَّس القرآن فيها)!.
ولم يذكر لنا (حضرته) إسم طالب واحد درسه هو القرآن، أو إسم رجل عادي علمه قراءة القرآن أو ترتيله! وقد تعلم توجيه هذه التهمة للحوزة العلمية في النجف وقم من الوهابيين، لأن معاهد الوهابيين وجامعاتهم الدينية سطحية، تتلخص الدراسة فيها بتعليم الطالب قراءة القرآن وفتاوى ابن تيمية وتكفير المسلمين! وليس فيها تعمق في اللغة العربية، لا في النحو ولا في المعاني والبيان، ومن سطحيتهم في اللغة أنهم إلى الآن لا يفهمون الحقيقة والمجاز، وينكرون وجود المجاز في القرآن! وليس في مناهجهم دراسة أي كتاب في أصول الفقه، ولا المنطق ولا الفلسفة، وهم لا يهتمون بدراية الحديث ومحاكمة الأدلة النقلية، ولا بالتعمق في الأدلة العقلية! فترى الطالب منهم يتخرج من معاهدهم وجامعاتهم (لا عقل ولا نقل) وكأنه شريط مسجل لتلاوة القرآن وفتاوى ابن تيمية، ومع ذلك يسمونه: عالماً ودكتوراً!
ثم تراهم يهاجمون مناهج حوزاتنا، لأنا لا ندرس فيها قراءة القرآن وترتيله! وهنا نقول: انّ هذه هي مرحلة ما قبل الحوزة، ومناهج الحوزة وضعت للتعمق في أدبيات وعقليات علوم القرآن والحديث والفقه وأصول الفقه، وكلها بحوث تقوم على القرآن والسنة.
وهم وغيرهم يعرفون أن أصل مذهبنا قائم على القرآن والسنة، تطبيقاً لوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم المؤكدة والمكررة: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
إنهم يريدون تحويل الحوزة من خط تخريج فضلاء ومجتهدين، الى تخريج نسخ من القرآن والكافي، كما جعلوا معاهدهم تخرّج نسخاً من القرآن ومنهاج السنة لابن تيمية الحراني!
أما ادعاؤه أنه نشر قضية الإمام المهدي عليه السلام في الحوزة، فيكذّبه لأنه لم يطرح شيئاً في النجف الأشرف إلا شراكته مع مشتت، وأنّه بعد سنوات ادّعى أنه رسول المهدي وابنه!
وكذلك قوله: إنه وقف في وجه صدام عندما كتب القرآن بدمه، ولا أظنه تجرأ على مخالفة واحدة لصدام حتى في أمر صغير! لأنه من المخبرين الذين ضخَّهم صدام في حوزة النجف الأشرف، عممهم، وفرضهم عليها!
أمّا ما سماه الإصلاح الإقتصادي في الحوزة فقال: (ودخل في يوم على أحد وكلاء المراجع ومعه أكثر من ثلاثين طالباً، وطلب منه إبلاغ ذلك المرجع بالفساد المالي وضرورة إصلاحه)!
وقد حدثني بعض طلبة النجف الأشرف أن حيدر مشتت وبعض الطلبة ذهبوا الى مكتب السيد السيستاني مد ظله، يعترضون على قلة رواتبهم، وقد استمع اليهم نجله السيد محمد رضا ووعدهم خيراً.
وقد يكون أحمد اسماعيل يومها في النجف الأشرف فذهب معهم، ثم جعل نفسه رئيسهم، وجعل موضوعهم: (إصلاح الفساد المالي في الحوزة)!
فواقع الأمر أن المرجعية من قديم تعطي لكل طالب في الحوزة راتباً قليلاً، وهو راتب رمزي، بسبب إمكاناتها المالية المتواضعة. وهؤلاء المجموعة الذين منهم حيدر مشتت لم يكونوا طلبة بل موظفين في مخابرات صدام فرضهم على الحوزة كطلبة، وكان المراجع مضطرين لإعطائهم رواتب كبقية الطلبة، لكنهم كانوا يطالبون بأكثر ويسمون ذلك: (إصلاح الفساد المالي في الحوزة)!
لاحظ جرأة هذا المغرور العامي (أحمد اسماعيل)، حيث ادعى أنه بقي في النجف الأشرف بضعة شهور فتخرج من حوزتها، وأنه قام بالإصلاح على مختلف الأصعدة!
- زعم المغرور أحمد إسماعيل أنه ذهب إلى النجف الأشرف للدراسة فرأى ضعف المناهج في الحوزة فقرر أن يدرس في بيته على نفسه!
فقد أجاب على سؤال فقال:
أما سبب التحاقي بالحوزة العلمية في النجف فهو أني رأيت رؤيا بالإمام المهدي وأمرني فيها أن أذهب إلى الحوزة العلمية في النجف، وأخبرني في الرؤيا بما سيحصل لي، وحدث بالفعل كل ما أخبرني به في الرؤيا.
- ثم ادعى الدجال أنه درس على يد الإمام المهدي عليه السلام، فقد سأله صالح المياحي بتاريخ: ٤/ربيع الثاني/١٤٢٦: (على يد مَنِ من العلماء المراجع درس حضرة السيد؟ فكتب له العقيلي ناطقه: (درس السيد أحمد الحسن على يد الإمام المهدي ولا دخل له بما درسه أو يدرسه المراجع! فهو عبارة عن ناقل عن الإمام المهدي ومبلّغ وممهّد له).
ومن المؤكد أن (المهدي) الذي درَّس الدجال لايعرف النحو، ولا اللغة، ولا الإملاء ولا أصول الفقه! لكثرة أخطاء تلميذه النابغة في ذلك.
كان هو والقرعاوي يبحثان عن ممولين!
كان أحمد الحسن والقرعاوي أكثر شيطنة من حيدر مشتت، فكانا يسافران الى الكويت والإمارات وأوروبا، يبحثان عن (مشترٍ ) لهما!
وقد وجد القرعاوي الوهابية وحارث الضاري وبعض البعثيين، فطرح عليهم خطة مهاجمة النجف الأشرف، وقتل مراجع الشيعة وعلمائهم، وإعلان النجف الأشرف إمارة إسلامية، فأعجبهم ذلك وأمدوه بالمال! فسارع بإنشاء قاعدة في منطقة الزركة قرب النجف الأشرف، وأخذ يجمع السلاح والأنصار لساعة الصفر.
ولعل أحمد الحسن هو الذي دل القرعاوي عليهم، لأنه كان على صلة بوهابيين من الكويت في أبي الخصيب بالبصرة، وقيل إنه كان وهابياً لمدة.
لكن من المؤكد أنه كان يحمل أفكاراً وهابية، كحقده على المراجع والعلماء، وإشكاله على حوزة النجف الأشرف بأنها لاتُدَرِّس القرآن والحديث، مع أنه لا يحسن قراءة القرآن ومع أن النجف الأشرف تضم أعمق البحوث القرآنية والحديثية، وعليها يقوم علما أصول الفقه والفقه، ولا يستطيع هذا الدجال وممولوه فهم بحث واحد منها!
ويظهر أن الخطة التي أقنعهم بتمويلها هي الثورة باسم الإمام المهدي عليه السلام في البصرة، وإعلانها إمارة إسلامية!
وقد اعترف معاونه حسن حمامي بأنه يتلقى أمواله من الإمارات.
ويظهر أن بندر بن عبد العزيز وهو منسق العمليات بين المخابرات السعودية والصهيونية، اشترط عليه وضع الأسس لحركته، وجمعه بضباط موساد، فكانت ولادة حركته وشعارها نجمة إسرائيل، بحجة أنها نجمة نبي الله داود عليه السلام وأنها مقدسة عند اليهود والمسلمين!
وبدأ بعمله في التنومة والبصرة والناصرية، وانتشر وكلاؤه ومكاتبه في عدد من المحافظات، ونشط خارج العراق، في الإمارات، وفي غرف البالتوك في النت وفي بعض المهاجر الغربية.
أحمد اسماعيل يشتري حيدر مشتت !
وقع الخلاف بين الشريكين حيدر مشتت وأحمد إسماعيل مدة، ثم اتفقا على أن أحمد إسماعيل هو رسول المهدي عليه السلام وحيدر شاهد له!
ولا بد أن الدجال أحمد أعطاه مبلغاً كبيراً، فأصدر حيدر بياناًً بتاريخ:٦جمادى الآخرة-١٤٢٤هـ بعنوان: (أدلتي على أن الشيخ أحمد مرسل من الإمام مكن الله له في الأرض). قال فيه: بفضل الله تم البلاغ بإرسال الإمام المهدي مكن الله له في الأرض ، رسوله الشيخ أحمد والشاهد له الشيخ حيدر.
ووقَّع فيه: خادم المهدي الشيخ حيدر.
واستمر هذا الإتفاق نحو سنة، ثم اختلفا فادعى حيدر أنه هو اليماني، فانزعج أحمد إسماعيل ولعن صاحبه حيدر، ودفع ناظم العقيلي فكتب بياناًً بعنوان: سامري عصر الظهور! يقصد حيدر، الذي خان البيعة وكفر بعد إيمانه!
وفي هذه المرحلة أضاف أحمد إسماعيل الى دعوى اليماني دعاوى: أنه سيد، وابن الإمام المهدي عليه السلام ووصيه الذي سيحكم بعده، لكنه أرسله قبله سفيراً إلى العالمين! ومن يومها اختفى لقب الشيخ، وصار إسمه: السيد أحمد الحسن!
فقد نشر في موقعه هذه الهوية المكذوبة جاء فيها: (مختصر السيرة الذاتية):
١- مولود في البصرة في العراق.
٢- خريج كلية الهندسة- قسم الهندسة المدنية.
٣- درس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
٤- أرسله الإمام المهدي( عليه السلام) للإصلاح في الحوزة العلمية في النجف الأشرف قبل حوالي أكثر من خمس سنوات، ومارس عملية الإصلاح العلمي والعملي والإقتصادي في الحوزة ، وفي المجتمع عموماً.
الإصلاح العلمي: وذلك لأن الحوزة لايدرَّس فيها القرآن ، فدرَّس القرآن فيها ونشر قضية الإمام المهدي(عليه السلام).
وقبل ثلاث سنوات تقريباً في عهد الطاغية صدام أعلن أنه رسول الإمام المهدي فطاردته قوات صدام الكافرة فأنجاه الله بفضله سبحانه وتعالى من يد هذا الطاغية. وهو الآن يدعو إلى الإمام المهدي(عليه السلام) ونصرته والتمكين له). انتهى.
في تلك الفترة نشط أحمد إسماعيل كويطع في الدعوة الى نفسه في البصـرة والمناطق الجنوبية، وظهرت عليه وعلى جماعته آثار السعة المالية في حياتهم ونشاطهم الإعلامي، فأنشأ موقعاً على النت، وأسس مراكز في العراق والإمارات، وكان له نشاط حذر في قم، بواسطة ثلاثة من الطلبة العراقيين، بينهم مصري غليظ الذهن!
وأخذ أتباعه يدعون إلى بيعته ويحاولون إقناع الناس بالمنامات والإستخارة، وينشرون بياناته الركيكة في محافظات العراق وخارجه، وينشرون كتب إمامهم، وهي أوراق حشو وسفسطة لا أكثر!
وقد سألت عنهم بعد أن ثاروا، واشتبكوا مع قوات الحكومة في البصـرة والناصرية، وهرب إمامهم أحمد إسماعيل!
فقالوا: إن جماعته في قم اتصلوا بإمامهم، ليذهبوا إلى العراق وينصروه، فأمرهم أن يبقوا في إيران ويعملوا فيها، لأن أرضية إيران لدعوتهم أحسن من العراق !
وذكر لي بعضهم أنهم لايذكرون المراجع وكبار العلماء إلا بقولهم لعنه الله! لأنهم يعتبرون أنهم السبب في فشل دعوتهم ولولاهم لا ستجاب الناس له. ويقولون عن إمامهم إنه غاب ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنوات، ثم يظهر وينتصر، ويملأ الأرض عدلاً !