ومضــــــــــــــــــــــــــــات
قيمة المعارف
الشيخ حبيب الكاظمي
إنّ على المؤمن أنْ يستذكر حقيقة أنّ ما وصل إلى الأجيال اللاحقة، من (المعارف) الحقّـة في العقائد والأحكام، المستمدة من منبع الوحي والعترة، إنما هي (ثمرة) تاريخ من المجاهدة بالأنفس والأموال، منذ بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما بعد زمان الغيبة، بما فيها من مآس وآلام لم يرْوِ لنا التاريخ إلاّ نزراً يسيراً منها. ومن المعلوم أن هذا الاستذكار يدعوه لمعرفة قيمة النعم التي هو فيها، وضرورة عدم التفريط بشيء منها.. فهذا بدء زمان الغيبة الصغرى _عند وفاة الإمام العسكري عليه السلام_ يشهد بداية إرهاصات زمان الغيبة، إذ روى التاريخ أنه: جرى على مخلفي أبي الحسن العسكري عليه السلام كل عظيمة من: اعتقال، وحبسٍ، وتهديدٍ، وتصغيرٍ، واستخفافٍ وذل (البحار_ج٥٠ص٣٣٤). ومن المعلوم أن كل هذه المآسي بعد زمان الغيبة، شهدها ويشهدها صاحب الأمر عليه السلام، مما يوجب على محبيه، مواساته في مصائبه، وأفضل (المواساة) هو الإتّـباع والعمل بما يقرّب من الظهور.