شيعة العراق ارض مذهب الحق ودول التشيع
انّ انتشار مذهب أهل البيت حالة حتمية سيؤول إليها أمر البشرية لا محالة، وان مسألة تحقيقها امر بات قريبا؛ لاسباب كثيرة، من ابرزها الفكر الضخم والاطروحة المفعمة بعلاج المشاكل البشرية المزمنة، فالدين المحمدي يمثل حالة التواصل الحيوي مع مبادئ السماء وإلى يومنا هذا من خلال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن عليه السلام.
ونحــــــن في ((صدى المهدي)) سنفرد لهـــــذه الظاهرة الحتمية صفحة خاصة نتناول خلال اعمدتها انتشار التشيع فكراً وعقيدة في أغلب بلدان العالم والذي يسهم ان شاء الله في تهيئة الأرضية المناسبة والجو الملائم للظهور المبارك لصاحــــــــب العصر والزمان عليه السلام.
الجزء الأول
اعداد: هيأة التحرير
يعتبر الشيعة أولى الطوائف الإسلامية وثاني أكبرها من حيث العدد، والشيعة هم الذين اجتمعوا على ولاية علي بن أبي طالب واهل بيته عليهم السلام وعرفوا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فحينما سئل عن خير البرية من هم فأجاب السائل وكان عليّ عليه السلام (أنت وشيعتك) ويؤيّد هذا الاتّباع وحقانيته وقدمه وأنه بزغ ببزوغ الإسلام ونشأ في أحضانه وترعرع في كنفه روايات كثيرة تفوق حدّ الإحصاء ما اشتهر منها حديث الغدير والمنزلة والثقلين وحديث الخلفاء وغيرها، أمّا غير الشيعة فهم طوائف استحدثت بعدهم منها ما أحدثها السلاطين، ومنها ما أحدثه حبّ التميّز عن أهل البيت عليهم السلام والجنوح إلى مخالفتهم.
وقد ركّز التشيع ما حدث للشيعة إبان ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وحدوث جملة من الحروب، كالجمل وصفين والنهروان فأفرز ذلك الحدث تلك الطائفة التي أسست في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأجلى صورتها اجتماعهم حول أمير المؤمنين من ثم انحيازهم عن بني أميّة، ووقوفهم خلف الحسن عليه السلام، بل قتالهم مع الحسين عليه السلام، فصار من أجلى وأوضح ما يمكن الحديث عنه هو تلك الفرقة المسلمة الشيعية التي ينتقص منها وتسبّ بالترفّض.
كان العراق ومايزال المركز الأصلي للتشيع والشيعة ومستقر وجودهم بعد أن نشؤوا في المدينة المنوّرة وفي كنف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومن العراق انتشر التشيع ليملأ آفاق البلاد ويسكن في كل موطن، وكان لشيعة العراق دور بارز في صناعة التاريخ وتسجيل المواقف المشرفة.
العراق وأصل التسمية:
هناك آراء مختلفة عن اصل كلمة العراق حيث يرجّح بعض المستشرقين أن مصدرها هي مدينة أوروك السومرية القديمة وقد ذكرت مدينة أوروك في ملحمة كلكامش، ويرى البعض الأخر إنّ العراق مصدرها العروق نسبة إلى النهرين دجلة و الفرات اللتين ولاهميتيهما شبّهتا بالعرق أو الوريد، ويرى البعض الأخر أنّها سمّيت بالعراق نسبة إلى عروق أشجار النخيل التي توجد بكثرة في جنوب ووسط العراق، بينما يرى الآخرون أن أصل التسمية هو عراقة المنطقة الموغلة بالقدم.
جغرافية العراق:
جمهورية العراق دولة شرق أوسطية، وأحد أعضاء الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي تغطي منطقة جغرافية هامة تاريخيا تعرف ببلاد ما بين النهرين. تتشارك العراق حدودها مع الكويت والمملكة العربية السعودية جنوبا والأردن إلى الغرب، سوريا في الشمال الغربي وإيران إلى الشرق وأخيرا تركيا من الشمال. في حين تحتفظ بساحل قصير جدا على الخليج العربي تقع عليه مدينة صغيرة تدعى (أم قصر).
الاقتصاد والنظام الإداري:
بعد استقلال العراق في عام ١٩٣٢م حيث استوردت بريطانيا ملكاً للعراق قبل ذلك، واستمر الحكم الملكي فيها الى انقلاب عبد الكريم قاسم ١٩٥٨م حيث تحوّل النظام فيه إلى نظام جمهوري، ثم حصل انقلاب البعث الفاشي فتولى زمام الحكم عبد السلام ثم أخوه عبد الرحمن عارف، فالانقلاب البعثي الثاني الذي تولى فيه الحكم البكر ثم المقبور صدام إلى أن أطيح به من قبل الامريكان بعد احتلالهم العراق عام ٢٠٠٣م وتأسيس نظام ديمقراطي مازال الحكم فيه بيد الأغلبية السياسية.
يهيمن القطاع النفطي على اقتصاد العراق اذ يعتبر العصب الأساس فيه وتعد الزراعة ثاني مفصل اقتصادي في العراق، بينما تشكل الصناعة والتجارة مفاصل اخرى من مفاصل الاقتصاد، وتعتبر السياحة الدينية واهمها زيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء مركز دخل كبير للاقتصاد العراقي.
يبلغ احتياطي النفط العراق ما يزيد على ١١٢ مليار برميل مما يجعله ثاني أكبر احتياطي في العالم.
الدينار هو العملة الرسمية للعراق وينقسم الدينار الى ١٠٠٠ فلس.
ينتشر في العراق المئات من الجامعات والكليات ولا تكاد تخلو محافظة من محافظاته من جامعة او مجموعة من الكليات.
أرض العراق أرض مذهب الحق ودول التشيّع:
أرض العراق مهد للكثير من الدول الشيعية، فقد نشأت على أرضه وشربت ماءه وتنسمت هوائه دولة أمير المؤمنين عليه السلام ودولة المختار الثقفي ودولة البويهيين ودولة البطيحة ودولة الجلائريين ودولة المزيديين ودولة الحمدانيين، وغيرها الكثير من الدول التي أسّست الحضارات وبنت المدن وكان هدفها إصلاح الإنسان والمجتمع ورفع الظلم ونشر الدين الحق، وقد تناولنا بعضاً من هذه الدول في أعدادنا السابقة من صحيفة (صدى المهدي عليه السلام) وسنتناول في الاعداد اللاحقة وسنسلط الضوء على كل دولة من هذه الدول وكيف نشأت وما هي حدودها الجغرافية، ومعالمها العمرانية والفكرية والدينية وشؤونها الأخرى.
بداية تأسيس العراق ودولة الحضارات:
كان العراق ومايزال الأرض التي انطلقت منها حضارة الإنسان وبناء الدولة وتأسيس القانون وتشريع السنن واللوائح والاحكام، كانت بداية الانطلاق للقانون والنظام عراقية صرفة، وكانت بداية التنظيم والتوزيع الاداري والتمدين عراقية بلا نزاع، ومن العراق عرف العالم كيف يبني دولاً وينظمها إدارياً ويشرع لها القوانين.
والحضارات التي نشأت على هذا الارض المباركة شاهد لا يقبل الرد على صدق ما نقول، فحضارة سومر وأكد ولكش وغيرها هي التي تعبر عن هذه الحقيقة وبوضوح.
فحضارة الالواح الطينية بالكتابة المسمارية التي أسست تلك المدن العملاقة وشيدت مدينة اور واريدو وبادتبيرا وشوروباك واقامت امبراطورية عملاقة استمرت مئات السنين ثم انتقلت الى مدن اخرى تؤكد للعالم اجمع أنّ هذه الأرض لم يكن محض صدفة أنْ تكون الأولى في كل شيء، وسيختم عليها كل شيء، فالقانون العادل نشأ على أرضها وسيشع من جديد وتكون العراق عاصمة العدل والنظام والقانون.
حواضر الشيعة في العراق ومدارس الفقه الشيعي
(بغداد، النجف، كربلاء، الحلة، سامراء):
أغلب المناطق العراقية تعتبر من الحواضر الإسلامية الكبرى، بل وتعتبر الكثير منها مدارس في اللغة والأدب والفقه، فالبصرة وواسط والكوفة والنجف والحلة وبغداد وسامراء والموصل وغيرها من المدن الاخرى تعد حواضر اسلامية مهمة امتازت في عصور مختلفة، بأنْ كانت اشعاعاً للمعرفة والفكر والفقاهة والشعر والادب والعمران فضلا عن الحواضر التي كانت قبل الاسلام كالناصرية والحيرة والموصل وبابل وواسط التي نشأت فيها حضارات سبقت دخول الاسلام الى العراق وقد اشرنا اليها في هذا البحث. ثم المدارس كمدرسة البصرة والكوفة وغيرها.
وسنخصص في حلقة أخرى من هذا التمهيد حديثاً مفصلاً عن هذه الحواضر ومدارسها.
حوزة النجف الاشرف:
تعتبر حوزة الكوفة ثاني أكبر حوزة علمية شيعية بعد حوزة المدينة المنورة التي كانت موطناً لأهل البيت عليهم السلام ومركز إشعاع ينطلق منه فقههم الإسلامي وبانتقال الإمام الصادق عليه السلام إلى الكوفة، بل وقبل ذلك باتخاذها عاصمة من قبل امير المؤمنين عليه السلام والحسن عليه السلام اتخذت الكوفة مكانة في نفوس الشيعة فبرزت من خلال ذلك الحوزة العلمية فيها وأعاد مجدها الإمام الصادق عليه السلام حينما اختار الاقامة فيها لاكثر من اربع سنوات خرج فيها الالاف من طلبة العلوم في شتى المجالات، ثم عاد هذا المجد ليشع من جديد في اتخاذ الشيخ الطوسي شيخ الطائفة النجف الاشرف ملاذاً له بعدما حصل في بغداد من تعدٍ على حوزته هناك فبرزت النجف الاشرف حاضرة دينية ترعى الحوزة العلمية وأرضاً ضمت بين كنفها وتحت ترابها جسد أعظم شخص بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام.
النجف الاشرف منذ القدم كانت تمتاز بمكانة أدبية وحضارية فضلا عن مكانتها الجغرافية فهي حاضرة الحيرة قديما وعاصمة الدولة الاسلامية العلوية وملاذ شيعة أهل البيت عليهم السلام الآمن ومركز الإشعاع العلمي لمذهبهم المبارك.
لعل الحديث عن الحوزة العلمية في النجف الاشرف ليس بمتيسر لأحد مهما كانت قدرته الكتابية والعلمية لعراقة هذه الحوزة وتوغلها في القدم، فعمرها يبلغ اكثر من ألف سنة على اقل تقدير، وبذرة نشوء هذه الحوزة اذا استثنينا حوزة الكوفة يعود الى زمان مجيء الشيخ الطوسي، فبعد مجيء شيخ الطائفة تغير وضع النجف الاشرف واصطبغ بصبغة علمية خالصة وهذا اللون مايزال الى يومنا يبرز النجف الاشرف بشكل يميزها عن جميع بقاع العالم.
وسنتحدث في الحلقة الثانية من هذا التمهيد عن مناهج الدراسة الحوزوية وأبرز ملامح الحوزة العلمية في النجف الاشرف ومواقفها الكبرى وعن مرجعياتها التي كانت ملاذاً للطائفة في بقاع الارض جميعها من زمان الشيخ الطوسي الى زماننا الحاضر.
أرقام وإحصائيات:
تفاوتت الإحصاءات وبشكل كبير وحسب ما تتبعنا لأكثر من مرصد وجهة قامت بإحصاء سكان العراق ونسبة الشيعة فيه ونسبة السنة منه وبقية القوميات الأخرى والتفاوت العجيب والملاحظ ان هناك إحصائيات حديثة جداً صدرت من جهات مختلفة قلبت الواقع وشوهت الحقيقة وأرادت بذلك إيصال مجموعة من الرسائل في مقدمتها ان الحق الذي تمتع به الشيعة الآن يفوق حجم واقعهم بينما الحقيقة التي سنبينها الآن والتي تعتمد على أرقام موثقة من قبل دول رصدت هذه النسب لسنين طويلة خلت ولدول رصدت هذه النسب حديثاً وليس لها مصلحة مع الشيعة بل على العكس تماماً ورغم ذلك جاءت نسبة الشيعة تفوق ٦٧% من سكان العراق بمختلف قومياتهم وأطيافهم.
والوثيقة الأولى ما نشرته الدولة البريطانية سنة ١٩١٩م ونظمت إحصاءاً دقيقاً في ذلك الزمان حيث اظهر هذا الإحصاء الذي شمل مجموع سكان العراق والبالغ عددهم آنذاك ما يفوق المليون ونصف إلى المليونين حيث اظهر هذا الإحصاء ان نسبة الشيعة العرب فقط ٥١,٤% فضلاً عن نسبة الشيعة الإيرانيين والأتراك والأكراد بينما بلغت نسبة السنة العرب ١٩,٧%.
وجاءت إحصائية أخرى نظمت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحديداً في سنة ١٩٤٧م وأظهرت هذه النسبة بشكل متقارب ولوحظ فيه انخفاض لنسبة اليهود والمسيحيين وازدياد لنسبة الشيعة حيث بلغت ٦١,٤% بينما جاءت نسبة السنة ٢٧،١%.
فيما جاءت تقريرات وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً والتي تصدرها بين فترة وأخرى بتقرير يعرف بـ (تقرير الحرية الدينية في العالم الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية سنوياً).
حيث جاءت فيه نسبة الشيعة يتراوح بين ٦٧% إلى ٦٨,٥% فعلى هذا التقرير تكون نسبة البقية حوالي ٣٢%.
وأبرز ما شكلته تلك التقارير ان نسبة الشيعة في محافظة النجف الاشرف كانت ٩٩% بينما شكلت أعلى نسبة للتواجد السني في العراق هي محافظة الأنبار حيث بلغت ٩٥%.
ظاهرة استبصار العشائر العراقية:
رصد الكثير من العلماء جملة من الظواهر الملفته للانتباه وكل حسب اختصاصه وما تسقط عليه عيناه وينسجم مع تخصصه، ومما رصد لنا بأقلام العلماء ظاهرة تستحق الوقوف عندها والتفكر في أبعادها وهي ظاهرة الاستبصار الجماعي.
فبعد انهيار الدول الظالمة وسقوط السيوف المسلطة على رقاب الناس يندفع الناس اتجاه الحق، اذ لا يوجد مانع يمنعهم عن ذلك ولا يوجد دافع يدفعهم للبقاء على ما لا يعتقدون انه الحق من مال او سلطة او غيرها فيصير التوجه الفطري الدافع نحو الحق بمعزل عن الضغط الخارجي والداخلي في حرث مسيرة الانسان فيصير الدخول في الحق امراً لا مفر منه وكأن القدر يحوز الانسان اليه فبعد انهيار الدولتين العثمانية والصفوية رصدت ظاهرة فريدة من نوعها إذ لم يرصد تحولاً (شيعياً سنياً) رغم سقوط تلك الدولة التي ادعي انها جرّت الناس الى التشيع بالسيف بينما لوحظ تحوّل كبير في اراض الدولة التي كانت ترغم الناس بالسيف على التسنن الا وهي الدولة العثمانية فقد رصد كامل الرافعي وهو من علماء سنة ١٣٢٦هـ من خلال رسالة ارسلها الى صديقه محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار وكذلك ابراهيم فصيح الحيدري ظاهرة استبصار العشائر العراقية ودخولها في مذهب التشيع وعنوان الكتاب (عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد) لمؤلفه العلامة ابراهيم فصيح الحيدري المتوفي ١٨٨٢م حيث جاء فيه، واما العشائر العظام في العراق التي ترفضت من قريب فكثيرة حيث يذكر الحيدري هذا النصوص التالية:
(واما العشائر العظام في العراق الذين ترفضوا من قريب فكثيرون منهم: (ربيعة وبطونها الكثيرة، وبنو تميم وهي عشيرة عظيمة نجيبة وترفضوا منذ ٦٠ سنة، ومن العشائر العظيمة في العراق المترفضة الخزعل منذ ١٥٠ سنة، ومن العشائر المترفضة عشيرة زبيد وقد ترفضت منذ ٦٠ سنة وهم حمائل كثيرة، وكذلك من العشائر المترفضة بنو عمير والخزرج، ومن العشائر المترفضة شمر طوكة، ومن المترفضة الدوار والدفافعة وقد هجم عليهم والي بغداد في زمانه لترفضهم وقتل بعض رجالهم وتجاوز على حرماتهم، ومن المترفضة عشائر آل محمد ولكثرتها لا تحصى، وعشائر الهندية وما اتصل به ولا يحصى عددهم الا الله وأكثرهم من قحطان أصلا ونسباً، ومن المترفضة عشيرة بني لام وهي كثيرة العدد والبطون حمايلهم من اكابر الناس كرماً ونجابة وبئسا ومن العشائر المترفضة آل أقرع وآل بدير وعفج والجبور وجليحة وهم عشائر كثيرة من أهل الشجاعة والاقدام والقوة البالغة والجسارة واكثر قوتهم من ماء الدغارة فإذا سدت الدغارة ذلوا ودخلوا تحت الطاعة وذهبت قوتهم). انتهى (قال ذلك في ص١١٣-١١٧).
أوردنا النص بتمامه لأجل ان نبين كيف أن هذه العشائر الكبيرة ذات الاصل النجيب رجعت الى الحق بمجرد ارتفاع سطوة الظالم عنها وكيف ان هذا المتعصب ومن حيث لا يشعر بين لنا حقيقة مارسها العثمانيون القدامى ويمارسها العثمانيون الجدد فيقول ان الولاة كانوا يهجمون على العشائر العربية الشيعية ويقتلون ويسبون وينهبون ثم يعطي مقترحا للدولة العثمانية بان تسد الماء على الشيعة لتذهب قوتهم فكما سد اسلافهم الماء على الحسين عليه السلام وصحبه، وفي عصر الدولة العثمانية ينصح هذا المتعصب بسد الماء على الشيعة، ويقوم اليوم ومن على منبر الفتنة والتكفير ذوو اللحى الحمراء والصفراء بالترويج لفكرة سد ماء الفرات عن العشائر العراقية الاصيلة.
إمام العدل مسقط رأسه العراق:
إن أرض العراق تضم عشرات الأضرحة لأنبياء الله وأوليائه الصالحين مثل أضرحة أنبياء الله آدم ونوح ويونس وصالح وهود وناحوم وأيوب وذو الكفل وغيرهم وان في ارض العراق توجد مراقد لعشرات من صحابة النبي الاكرم كسلمان المحمدي والمقداد وغيرهم بل وتضم أضرحة نصف عدد الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، حيث يوجد فيه ضريح أمير المؤمنين عليه السلام في مدينة النجف الاشرف وضريح الإمام الحسين إضافة إلى اخيه العباسL وجملة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ارض كربلاء وتضم مدينة الكاظمية ضريحي الإمامين موسى بن جعفر عليه السلام ومحمد الجواد عليه السلام كما وتضم مدينة سامراء مرقدي الامامين الهادي عليه السلام والعسكري عليه السلام.
بل وتعتبر أرض العراق مسقط رأس العدل الإلهي حجة الله المهدي عليه السلام وفي ذلك دلالة واضحة على أنّ لهذا البلد سبق القدم التاريخي والحضارة وتأسيس البناء الإنساني وله أيضاّ شرف أنّه حمل على ترابه مولد صاحب العدل الإلهي وناشره صاحب العصر والزمان عليه السلام ولهذا ما لا يخفى من الدلالات الواضحة والكبيرة على أهمية العراق وأثره في العالم اجمع وليس في المنطقة.