رسائل قطيفية/ ولاء عاشق للمهدي عليه السلام
فتحية محمد آل مبارك
إنّ الروح الى من تهوى تحنّ، والكلمة التي تخرج من القلب تصل، ولكن يا مولاي لا أعرف أنْ اصف ما يعتريني من أحاسيس تجاهك، فلهفة روحي وحرقة الشوق بقلبي لا تكفيها كل لغات العالم للتعبير عنها، ولذا يا سيدي لا أستطيع أنْ اكفّ عن التفكير بك.
يا ولي الله سوف أبوح لك عمّا يختلجني من مشاعر لا تخفى عليك، فمن الطفولة وأنا أعشق اسمك، ومن الصغر وأنا أتلهّف لسماع قصصك، ومن بداية مشوار حياتي وأنا اقرأ كل ما يكتب عنك:
حفظت جميع اسمائك والقابك (يا ماشع وفيذموا) في التوراة، و(مهميد الآخر) في الإنجيل، و(بقية الله) في القرآن، وحجّة الله وبقية الأنبياء ونور الأصفياء وغوث الفقراء وخاتم الأوصياء ونور الأتقياء والقائم الموعود عند الناس.
نقشت في مخيلتي جميع أوصافك، فعرفتك (أبيض مُشَرَّب حمرة)، ورسمت في ملامحك شامتين، واحدة تحت كتفك الأيسر مثل ورقة الآس والأخرى مثل شامة رسول اللهN، ورسمت على خدك الأيمن (خال) وعلى يدك اليمنى (خال).
• وثقت جميع علامات ظهورك، فمن لهفتي وشوقي ليوم خروجك، درست كل التفاصيل، عن اليماني والسفياني والخراساني، والصيحة في رمضان، وقتل النفس الزكية، والخسف في البيداء، وبقية العلامات راجعتها وحفظتها، الخاصة منها والعامة، والمحتوم وغيره.
• عرفتك حق المعرفة ، فعرفت هويتك اسماً ونسباً، وصفة وشخصية، ومميزات وقدرات، وعرفتك إماماً بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وعرفت أنّ وعد الله لا يتحقق إلاّ على يديك، وعرفت مكانتك الخاصة ومقامك الرفيع عند الله فأنت طاووس أهل الجنة، فيا مَن معرفته نعمة ربانية تفوق جميع النعم.
يا مولاي، من كمال سعادة المرء مخاطبة إمام زمانه: فهل نحن بانتظارك يا مولاي أمْ أنت بانتظارنا؟ فنحن كما تعرف مقصّرون عاجزون مذنبون لا تنطبق علينا شروط الظهور ولا نحقّق ابسط مطالبها، فالعذر لله ولك يا سيدي على سوء أعمالنا وما نقترفه من أثم وظلم يوميا.. سيدي تقبّلني واعف عنّي وسل الله لي العفو، تقبّلني يا قرة عين الزهراء، تقبلني يا خليفة الله، تقبلني يا باب الله، تقبلني يا برهان الله، تقبلني يا جنب الله (يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ)، أعتذر إليك يا سيدي على تقصيري وتفريطي وإسرافي فسامحني، ولتعلم يا إمامي بأنني لن أترك حلقة بابك حتى اسمع الجواب، فقد تعلقت آمالي بحبل أنوارك المشعة وأنت وسيلتي الى الله.
يا مولاي، من كمال الولاية أداء حق الإمام، فتعلم دون غيرك ما بداخل قلبي من عشق، فقد طال الصبر وطال الانتظار، فمتى تمن علينا بلقائك وتسعدنا بمشاهدتك والسلام عليك، فكم وكم وكم سالت دموعي ياسيدي عند ذكراك، ومع ذلك سأظل دوماً على الثبات واليقين لمحبتك والاستعداد لنصرتك، وأجدد البيعة لك في يومي هذا وفي كل يوم.
السلام على مَن معرفته تمام ديننا، السلام على مَن انتظار فرجه أفضل أعمالنا، السلام على من زيارته ولقاؤه غاية آمالنا، السلام عليك يا قائم آل محمد ورحمة الله وبركاته.
رحم الله والديكم على هذه المشاركة الجميلة و المفيدة.
فشكرا لكم
وفقكم الله