تمهيــــــــدنا
دولة وزراؤها الأنبياء
رئيس التحرير
يقاس رقي الأمم في هذه الأعصار بنوع الحكومات التي تقف على رأس إدارة الدولة فيها، وكلما كان الشخوص الذين يشكلون حكومة إدارة الدولة، ذوي كفاءات علمية وعملية ولهم خبرات ميدانية، كلما كانت تلك الدول وهذه الحكومات تحقّق نجاحات مذهلة وبأزمنة قياسية بالنسبة الى غيرها.
واذا نظرنا الى حكومة الامام المهدي عليه السلام من حيث البرنامج الذي تطرحه عليه السلام أهدافاً لها وتريد أنْ تحققه، وشخوصاً لهم قيادة الوزارات في هذه الحكومة، وعنصراً شمولياً من خلال ما تملكه من امكانات ذاتية وغيبية أرضية وسمائية، نلحظ أنّ هذه الحكومة هي حكومة وزارة الأنبياء، وبرنامجها هو تحقيق طموح الأنبياء، وأدواتها معجزاتهم عليهم السلام.
فتحدّثك الأخبار والروايات بل النصوص الدينية المقدسة للأديان الثلاثة، من قرآن وإنجيل وتوراة أنّ الحكومة الخاتمة التي يرأسها المنقذ المصلح سيكون وزراؤها أنبياء، كعيسى عليه السلام وإدريس عليه السلام والخضر عليه السلام وغيرهم.
فشخوص يكون على عاتقهم إدارة هذه الدولة، ويكون فيها وزراء يتمتعون بميزات فريدة ونادرة، إنْ لم نقل إنّها مستحيلة على أغلب البشر أنْ يحصّلوها، فما يتمتع به عيسى عليه السلام او الخضر عليه السلام وهما من وزراء الحكومة المهدوية هو أنّهم لا يوجد من يتحلّى بصفاتهم وامكاناتهم وقدراتهم في التخطيط والإدارة والاخلاص بين أغلب البشر.
وبرنامج يعلنه الانبياء ويبشّرون به بل يتم الحديث عنه في كل الدساتير البشرية والإلهية يكون هو برنامج هذه الحكومة حيث ارساء العدل وبسط القسط وقصم الظلم وإفناء الجور هو شاخص البرنامج الحكومي لوزارة الأنبياء، وهو برنامج يحمل الهموم الكبيرة، ويضع الحلول الكاملة لما عانته وما ستعانيه البشرية، ولا يحمله ولا يتمكن من تنفيذه إلاّ أناس يحملون الصفات الآنفة الذكر، فحقّ لنا أنْ نسمّي حكومة الإمام عليه السلام بأنّها حكومة وزارة الأنبياء، شخوصاً وطموحاً وبرنامجاً وتطبيقاً.