الحوار المهدوي
مؤمنو ومؤمنات البحر
زمزم
كنت اقرأ في (دعاء العهد) المروي عن مولانا الصادق عليه السلام والذي ورد فيه أنّ من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحا به كان من أنصار قائمهم عليه السلام.
وقد وصلت إلى قوله عليه السلام في الدعاء: (عن جميع المؤمنين والمؤمنات... وبرها وبحرها وعني وعن والديّ من الصلوات....الخ).
وقد لفت نظرى إلى قضية لعلّي كنت غافلاً عنها طيلة سنوات وهي:
إنّنا نعرف أنّ في الأرض بسهلها وجبلها ومشارقها ومغاربها مؤمنين ومؤمنات، ولا يخلو مكان من أهل الإيمان ولكن قد يكون الموجود فرداً خفياً، ويوجد مؤمنون ومؤمنات في البحار والمحيطات والأنهار والآبار!
ترى من هم المؤمنون والمؤمنات الموجودون في البحر والذين أمرنا بتبليغ الإمام المهدي عليه السلام عنهم السلام؟
هل هم الحيتان والبهم؟ هل هم الملائكة؟
هل هم الجن؟ هل هم قوم من جنس البشر هجروا الأرض إلى أعماق البحار كما يدّعي أينشتاين ؟
أهم أقوام من غير بني آدم عرفوا الإمام عليه السلام حقّ المعرفة حتى استحقوا علينا هذا الإبلاغ؟
أم ماذا ؟
الغائب
بنظري القاصر أنّ المعنى يمكن فهمه من خلال السياق وبعبارة يمكن استيعابه بحسب تفسير ماقبله.
فإن كان المقصود منهم البشر، فيحمل البحار عليه أي أنّ الذين يوجدون في البحار هم كالمسافرين مثلاً، فهؤلاء يرسلون صلواتهم إليه عليه السلام.
وإن كان المقصود من الجبال هو الأعم فيحمل هنا أيضاً على الأعم.
إذن لاداعي إلى فصل البحار عن الجبال في المعنى.
وأنا اميل إلى التفسير الأول، أو أنّه يشمل الإنس والجن باعتبار أنّهما في معرض التكليف الإلهي بخلاف غيرهما وإن كنت لا أمنع من الجميع في أصل الأمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباحث
أرى أن المقصود بمؤمني ومؤمنات البحر أناس عاديّون، أي بشر مثلنا، لأنّ قرينة السياق الواردة في السلام تطلب من الله تعالى أنْ يبلغ سلام المتحدث وسلام جميع المؤمنين الذين تتنوع أماكن وجودهم, ففي لحظة التسليم يكون قسم منهم في البر وقسم في الجبال منه، وقسم في السهل منه، وقسم في المشرق وقسم في المغرب، وكذلك يا إلهي بلّغ السلام في هذه الساعة وفي كل ساعة للإمام المهدي عليه السلام عمن وجد من هؤلاء المؤمنين في البحر.
فأنا أذهب إلى أنّ المقصود بالمؤمنين والمؤمنات هنا هم أناس من جنس البشر دون غيرهم، لأنّه لو سألت الداعي بهذا الدعاء، من تقصد بهؤلاء المؤمنات والمؤمنين الذين تجعل نفسك نائبا عنهم في الإلحاح على الله في إيصال سلامهم إلى الإمام عليه السلام؟ لقال: هم من الإنس الموجدين في هذه الأماكن المتنوعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زمزم
قالوا في علم الأصول إنّ اللفظ إذا حملناه على ظاهره، فلابدّ من حمله على ظاهره في كل متعلقاته ولا يصح التفكيك بالظهور بين متعلق وآخر، فمثلاً إذا حملنا صيغة النهي على الحرمة فيجب الحكم بالحرمة في كل ما دخلت عليه صيغة النهي لا أنْ يكون بعضها محرما وبعضها مكروها.
والكلام في مقامنا فإنْ كنت قد حملت اللفظ على مؤمني البشر، فيجب أنْ تحمله أمّا على ساكني هذه الأماكن، أو على مسافريها لا أنْ تحمله في البر على القاطنين، وفي البحر على المسافرين وإنْ حملته في البر على القاطنين والمسافرين فكذا عليكم أنْ تفعلوا مع مؤمني البحر.
سيدي الباحث:
قولكم إنّهم بشر، جيد، ولكن هل أهل البحر هم سكّانه أو المسافرون كما يقول غائب؟
فإنْ كانوا من المسافرين فقد أجبت الأخ عنه.
وإنْ كانوا من سكان البحر فقد أرحتنا.
على أني أسجّل ملاحظة أخرى هاهنا وهي:
أين هم مؤمنو السماء؟
الا يوجد مؤمنون في السماء؟ لماذا لم يذكرهم الدعاء؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباحث
اما مؤمنو السماء فلم يذكرهم الدعاء في الفقرة محل البحث، والأولى بنا أن نسلط الضوء على الفقرة المبحوث عنها وعن دلالتها دون اللجوء إلى غيرها أو إلى فروض حتى نأتي على الفائدة من هذا البحث.
أنا أرى أن المقصود من مؤمني البحر ومؤمناته هم من يكون في ساعة لفظ الدعاء وجعل المتحدث به نائباً عنهم في الدعاء إلى الله تعالى في تبليغ السلام في البحر بغض النظر عن حالة وجودهم، أهي المرور أم هي المكوث, علماً أنّ بعض من يدخل البحر يبقى به أشهراً فهل ياترى يصدق عليه (مسافر), ويقصر في صلاته ,أم يكون البحر له وطناً, هذا بحث فقهي لا أخوض فيه لأنّه ليس شأني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خير الإماء
المؤمنون والمؤمنات يقصد بهم الجن والإنس لأنهم مكلفون بالتكاليف الشرعية وعندها يصدق عليهم وصف المؤمن والمؤمنة، وبهذا القيد تخرج الملائكة، وهذا خلاف ما يذهب إليه الباحث، لأنّه ركز على الإنس دون الجن
وإذا ذهبنا إلى أن المقصود هم الجن والإنس، فعندها لا داعي للسؤال عن وجود مؤمنين ومؤمنات في المناطق المذكورة أو لا? لأن كل من الإنس والجن موجدون في البحار والجبال والسهول والوديان.
أما قضية الحِلّ والترحال في البحر فلا تؤثر كثيراً على المقصود بالمؤمنين والمؤمنات، لأنّه من كان في بطن البحار او على سطحها ينطبق عليه الدعاء ويصدق عليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آل محمد
الحل الذي قدّمته السيدة خير الإماء حل جميل ومقبول، ولكن قد يجب عليها إثبات أنّ الجن كما الإنس هم ذكور وإناث، لأنّ الدعاء ورد فيه مؤمنون ومؤمنات، فهل الجن كذلك؟
للحوار تتمة شيقة لا تفوتكم متابعتها على الرابط التالي:
منتدى مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام
www.m-mahdi.com/forum