أخطاء أحمد إسماعيل في قراءة القـرآن
الشيخ علي آل محسن
من يستمع إلى التسجيلات الصوتية لأحمد إسماعيل يجد أنه وقع في أخطاء فاضحة في قراءة بعض آيات القرآن الكريم، وهي كثيرة جدًّا، ومن أهم خطاباته الصوتية المسجَّلة خطابه إلى طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف وقم المقدسة، ومن المفترض أن يكون هذا الخطاب متقناً خالياً من الأخطاء؛ لأنه يزعم أنه إمام معصوم لا ينبغي أن يخطئ، ولأنه وجّه كلامه لطلبة العلم الذين يُتوقّع منهم أن يحاسبوه على كل هفوة في كلامه، إلا أن كلامه مملوء بأخطاء كثيرة فاضحة في الآيات وغيرها، مع أنه يَظهر منه أنه لم يكن يتكلم ارتجالاً، وإنما كان يقرأ في ورقة.
والمضحك أنه استفتح كلامه بأن أخطأ في قراءة قوله تعالى: (وَ إِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَديداً) (الأعراف: ١٦٤)، حيث قرأ لفظ الجلالة مفخَّمة، ولم يكسر نون تنوين(قَوْماً)، مع أن الصحيح كسرها وترقيق لفظ الجلالة.
وقرأ قوله سبحانه: (وَ الَّذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ) (العنكبوت: ٦٩)، فأخطأ في كلمة: (سُبُلَنا)، فرفعها، فقال: (سُبُلُنا)، وهذا خطأ فاضح لا يقع فيه صغار طلبة العلم.
وقرأ كلمة: (ضِيزَى) من قوله تعالى: (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى) (النجم: ٢٢) بفتح الضّاد، فقال: (ضَيْزَىٰ)، مع أنها مكسورة الضاد.
وزعم بعض أنصار أحمد إسماعيل أنه إنما قرأها بهذا النحو على رواية أهل البيت عليهم السلام، فإن من ضمن القراءات الواردة في هذه الكلمة أنها تُقرأ: (ضَيْزَىٰ)، ولا يخفى أن هذا الكلام تبرير بارد؛ لأنا لم نجد في الروايات ما يدل على أن أهل البيت عليهم السلام كانوا يقرؤونها بهذا اللفظ، مضافاً إلى أن أحمد إسماعيل لو كان يُحسن قراءة القرآن لأمكن تصديق ذلك، ولكن مع كثرة أخطائه الفاضحة فإن من يصدِّق بهذا التبرير ساذج مغفّل.
وقرأ قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ) (آل عمران: ٢٦)، فأخطأ فيها ثلاثة أخطاء واضحة، فإنه قرأ: (اللَّهُمَّ) بالتفخيم مع أن الصحيح قراءتها مرقّقة لكسر لام (قُلِ). والخطأ الثاني: أنه جرَّ كلمة(مَالِكَ) مع أنها منصوبة، والثالث: أنه قال: (وتنزَع) بفتح الزاي، مع أنها مكسورة.
وقرأ قوله تعالى: (قالَ فَبِما أَغْوَيْتَني لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقيمَ) (الأعراف: ١٦)، فأخطأ في كلمة: (لَأَقْعُدَنَّ)، فقال: (لأقْعِدَن)، بكسر العين مع أنها مضمومة، ثم أراد تصحيحها فأخطأ فيها أيضاً، فقال: (لأقْعَدَن) بفتح العين.
وقرأ قوله تعالى: (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (النمل: ٨٢)، فحذف الواو من كلمة (وَ إِذا).
وقرأ قوله تعالى: (وَ كَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ) (الأعراف: ٤)، فأخطأ في كلمة: (بَياتاً)، إذ قرأها: (بِياتاً) بكسر الباء مع أنها مفتوحة الباء.
وقرأ قوله سبحانه: (قالَ أَنْظِرْني إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الأعراف: ١٤)، فأخطأ في كلمة: (أَنْظِرْني)، فقرأها: (انظِرني) فجعل الهمزة همزة وصل مع أنها همزة قطع.
وقرأ قوله سبحانه: (وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازينُهُ فَأُولئِكَ الَّذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ) (الأعراف: ٩)، فقال: (يَظْلَمون) بفتح اللام مع أنه مكسورة.
وقرأ قوله تعالى: (قالَ ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) (الأعراف: ١٢)، بتسكين آخر كلمة(تَسْجُدَ).
وقرأ قوله تعالى: (قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعينَ) (الأعراف: ١٨)، فقرأ (مَذْؤُماً): مذموماً، وقرأ: (تَبِعَكَ) بفتح الباء، فقال: (تَبَعَك)، مع أنها مكسورة.
هذا كله في خطاب واحد، فما بالك بأخطائه في سائر خطاباته!!
والمضحك أن من تبجّحاته أنه قال بعض كتبه: وبهذا يكون اليماني: اسمه أحمد، ومن البصرة، وفي خدّه الأيمن أثر، وفي بداية ظهوره يكون شابًّا، وفي رأسه حزاز، وأعلم الناس بالقرآن وبالتوراة والإنجيل بعد الأئمة عليهم السلام.
وقال: (أنا أعلم مِن أهل التوراة بتوراتهم، وأعلم من أهل الإنجيل بإنجيلهم، وأعلم من أهل القرآن بقرآنهم).
فإذا كان أحمد إسماعيل لا يُحسن قراءة آيات القرآن بصورة صحيحة، لدرجة أنا رأينا أن قراءة كثير من صبيان المسلمين للقرآن أصحّ من قراءته، فكيف يكون أعلم من جميع علماء المسلمين في علوم القرآن وفهم معانيه؟!
أخطاء أحمد إسماعيل اللغوية والنحوية:
وأما أخطاؤه اللغوية والنحوية فحدِّث ولا حرج، فلا يكاد يخلو كتاب من كتبه أو بيان من بياناته أو تسجيل من تسجيلاته من أخطاء نحوية كثيرة فاضحة.
وكما قلنا فإن من أهم خطاباته الصوتية المسجّلة خطابه إلى طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف وقم المقدّسة، الذي ذكرنا آنفاً أخطاءه فيه في قراءة جملة من الآيات القرآنية، وأما أخطاؤه اللغوية والنحوية الفاضحة في هذا الخطاب فلا تكاد تُحصر، مع أن أحمد إسماعيل دأب على تسكين أواخر أكثر كلمات خطابه خوفاً من الفضيحة.
ومن أخطائه النحويّة قوله: وأما العترة فقد ذروتم حكمتهم اليمانية، ورواياتَهم الربانية ذرو الريح للهشيم.
فنصب كلمة: (رواياتهم) بالفتحة مع أنها تُنصب بالكسرة.
وقال: تقولون: إن رواياتَهم التي وصفوني بها ليست حِجَّة، ووصيّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالأئمة وبي وبالمهديّين ليست حِجَّة، ومعرفة القرآن وطرق السماوات ليست حِجَّة.
فنصب كلمة: (رواياتهم) بالفتحة مع أنها تُنصب بالكسرة، وقال: (حِجَّة) بكسر الحاء، وكرَّر ذلك ثلاث مرات مع أنها مضمومة الحاء، والفرق بين الحُجَّة والحِجّة، أن الحُجّة هي ما يُستدل به على الخصم، وهو المراد في كلامه، وأما الحِجَّة فهي السَّنَة، كما قال تعالى: (قالَ إِنِّي أُريدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَني ثَمانِيَ حِجَجٍ) (القصص: ٢٧)، أي ثماني سنوات، فانظر كيف تغيّر المعنى بالكلية، وأحمد إسماعيل لم يشعر بذلك!
ومن أخطائه الفاضحة أنه قال: والحقُّ أقول لكم: إن في التوراة مكتوبْ: توكل عليَّ بكُلْ قلبَك، ولا تعتمد على فهمَك. فرفع كلمة (الحق)، مع أنها منصوبة (بأقول) مقدّرة، وسكَّن باء (مكتوب) من دون أن يُبدل تنوين النصب بألف، وسكَّن لام (كل)، ونصب (قلبك) مع أنها مجرورة بالإضافة، ونصب (فهمك) مع أنها مجرورة بـ (على).
وقال: من بيده ملكوت السماواتُ والأرض.
فرفع كلمة (السماوات) مع أنها مجرورة بالإضافة.
وقال: وهل كان أحد في زمن الإمام الصادق رأى رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يقولْ الإمام الصادق عليه السلام: من أراد أن يرى رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرؤيا فليفعل كذا وكذا.
فإنه ذكر كلمة (رسول) في هذا المقطع مرتين، رفعها مرة وجرّها مرة أخرى، وكلاهما خطأ، والصحيح نصبهما بالفتحة؛ لأن كلاً منهما مفعول به.
وقال: قال الإمام عليه السلام: إن كلامنا في النوم مثلَ كلامنا في اليقظة.
فنصب كلمة (مثل)، مع أن حقّها أن تُرفع؛ لأنها خبر إن.
وقال: ألم يقبل رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم إيمان خالد بن سعيد الأموي؛ لأنه رأى رؤيا؟ ألم يقبل رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم إيمان يهودي رأى رؤيا بموسى بن عمران عليه السلام.
فجرَّ كلمة (رسول) مرّتين مع أن حقّهما الرفع؛ لأن كلاً منهما فاعل مرفوع.
ومن أخطائه الفاضحة أنه قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أثقل الدنيا في كفَّةَ ميزانكم.
فنصب كلمة (كفَّة) مع أنها مجرورة بـ (في)، وعلامة جرّها الكسرة.
وقال: الحسينْ عليه السلام فداءَ عرش الله سبحانه وتعالى.
فنصب كلمة (فداء) مع أنها مرفوعة لأنها خبر.
وقال: وواجه الحسينْ عليه السلام العلماءْ غيرِ العاملين.
فجرَّ كلمة (غير) مع أن حقّها النصب؛ لأنها صفة للعلماء التي هي منصوبة.
وقال: وواجه الحسينْ في كربلاءْ الدنيا وزخرفِها.
فجرَّ كلمة (زخرفها) مع أن حقّها النصب؛ لأنها معطوفة على منصوب وهو الدنيا.
وقال: وأي خصاصة كانت خصاصةِ العباس عليه السلام، وأي إيثار كان إيثارَه؟
فجرَّ كلمة (خصاصة) وحقّها الرفع؛ لأنها اسم كان، كما أنه نصب كلمة (إيثاره)، وكان اللازم رفعها؛ لأنها اسم كان.
ومن أخطائه الفاضحة أنه قال: ولقد انتصر الحسينْ عليه السلام وأصحابَه في هذه المواجهة .
فنصب كلمة (أصحابه)، مع أن اللازم رفعها؛ لأنها معطوفة على مرفوع وهو الحسين.
ومن أخطائه أيضاً أنه قال: وأما الدنيا وزخرفِها فقد طلّقها الحسينْ عليه السلام وأصحابَه(رض) وساروا في ركب الحقيقة.
فإنه جرَّ كلمة (وزخرفها)، مع أنها معطوفة على مرفوع وهو الدنيا، ونصب كلمة (أصحابه) مع أن حقّها الرفع؛ لأنها معطوفة على مرفوع وهو الحسين.
وقال: ميزان الشهادة التي شهدها الحسينْ عليه السلام وأصحابَه(رض) بدمائهم.
فإنه نصب كلمة (أصحابه) مع أن حقّها الرفع؛ لأنها معطوفة على مرفوع وهو الحسين.
ومن أخطائه الفاضحة أيضاً أنه قال: إن هؤلاءْ العلماءْ غيرِ العاملين الذين يؤيّدون حريّة أمريكا وديموقراطيتِها، أحراراً؛ فلو كانوا عبيداً للهْ لاستَحُوا من الله.
فإنه جرَّ كلمة (غير) مع أنها منصوبة بالفتحة؛ لأنها صفة لمنصوب وهو العلماء، وجر كلمة (وديموقراطيتها)، مع أن اللازم نصبها بالفتحة؛ لأنها معطوفة على منصوب، وهو (حريّة)، ونصب كلمة (أحراراً) مع أن حقّها الرفع؛ لأنها خبر (إن)، وقال: (لاستَحُوا)، والصحيح: لاستَحْيَوا.
هذا قليل من أخطائه في خطاب واحد، مع أني تغافلت عما التزم به أحمد إسماعيل من تسكين أواخر أكثر كلمات خطابه، وتركت النظر في باقي خطابه لأني سئمت من عَدّ أخطائه، وخشيت أن يمل القارئ الكريم من ذكر جميع الأخطاء التي وقع فيها في هذا الخطاب.