في أروقــة المكتبة المهدوية
وهو تعريف بما تحفل به المكتبة المهدوية وما في جنباتها من مؤلفات ـ نشرت أو تنشر ـ وعرض ما تناولته هذه المؤلفات بأسلوب موجز وجذاب، خدمة للقراء وتذليلاً لسبل البحث امامهم
قراءة في كتاب الحكومة العالمية للإمام المهدي عليه السلام لمؤلفه الشيخ مكارم الشيرازي
اعداد: محمد الخاقاني
الكتاب في طبعته الأولى, والذي صدر سنة ١٤٢٦هـ, يقع في (٢٥٠) صفحة من القطع الوزيري, وقد قام بنشره (مدرسة الإمام على بن أبي طالب عليه السلام) في قم المقدسة.
جاءت مادة الكتاب تحت تسعة عناوين هي على التوالي:
١-المستقبل المشرق ٢-النهضة العالمية ٣-الاستعدادات الضرورية للحكومة العالمية ٤-المصلح العالمي العظيم في المصادر الاسلامية ٥-ملامح انطلاقة النهضة ٦-العقيدة الشيعية في الامام المهدي عليه السلام ٧- سبيل انتصار ذلك المصلح العظيم ٨-سيرة الحكومة العالمية ٩-والادعياء المزيفون.
جاء في مقدمة الكتاب تساؤل المؤلف بالقول:
(هل سيكون مستقبل البشرية مفعما بالعدل والسلام والأمن والأمان والتحرّر من أنواع الظلم والجور والاستغلال والاستعباد)؟
ويقول الشيخ المؤلف في موضوع النهضة العالمية:
(ان الإنسان ينظر بعين الأمل إلى مستقبل مشرق على ضوء نداء العقل والهام الفطرة, مستقبل يفرق كثيرا عن اليوم الذي تسيطر فيه الحكومات الاستبدادية الحقيقية منها, والمتلبسة منها بلباس الديمقراطية.. أو دكتوتارية البروليتاريا.. وحتى ما يسمى منها بالحكومات الديمقراطية بما تحمله من هذه الحكومات مثالب كسيطرة من يسمّون بالأكثرية).
ويقول مؤلف الكتاب في موضوع ( الاستعدادات الضرورية للحكومة العالمية):
(انه لا بد من الاذعان بضرورة بلوغ تلك المرحلة التاريخية التي يجتمع فيها الناس كافة تحت راية واحدة.. والتي تنعدم فيها الطبقات (المستعَمرة) والمستعِمرة. وتنتهي النزاعات والألاعيب السياسية والعسكرية للدول العظمى ويتخلص العالم من كابوسها وقدراتها الجهنمية.. وتتحول فيها المنافسة الاقتصادية البغيضة والهدامة الى تعاون وتكاتف بشري من أجل حياة أجمل ومعيشة أرغد.
وهناك استعدادات ينبغي توفرها لقيام هذه الحكومة, وهي الاستعداد الفكري والثقافي والاجتماعي والتقني.
ويطلق على حالة الإنسان الذي يسأم وضعه القائم ويسعى إلى الوضع الأفضل, بالتطلع أو (الانتظار).
ويقرر المؤلف أن مسألة انتظار حكومة الحق والعدل وقيام المصلح العالمي (المهدي عليه السلام) تتركب من عنصرين هما عنصر (النفي) وعنصر (الاثبات) اي عدم التكيف مع الوضع الموجود, ثم السعي الى الوضع الأفضل.
وأنّ الإيمان بظهور المصلح العالمي جانب من عشق المعرفة, عشق الجمال, وعشق الخير والفضيلة, وأنّه لا يمكن ربط ظهور هذه الدوافع بالعوامل الاجتماعية والنفسية فقط, رغم أنّ لهذه العوامل دورا مهما في اضعافها واثارتها, فإنّ وجودها هو جزء من الإبعاد الأصلية لروح الإنسان وتركيبته النفسية, بدليل عدم افتقار اية امة لمثل هذه الدوافع.
إن المؤلف في كل ما ذهب إليه من رؤاه في كتابه هذا.. وفي ما تسلسل به من تقريراته,قد وافق الحقيقة وتوافق معها, في عالمية الحاجة إلى حكومة يعزّ بها الحق وأهله.. وفي إنسانية الطموح إلى تحقيق التكامل في المجتمع, وإنّ تلك عقيدة فطرية أودعها الله في خلقه من بني البشر.