الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
كيف يثبت الإمام المهدي عليه السلام حقانية أو زيف التوراة والإنجيل عند الظهور؟
نجف علي
السؤال:
ورد في الروايات أنّ الإمام المهدي عليه السلام يستخرج من غار انطاكية نسختي التوراة والانجيل ويحتجّ بهما على اليهود والنصارى فيدخل الأغلب منهم في الإسلام، والسؤال هنا.. كيف يثبت الإمام المهدي عليه السلام للجميع أنّ هذه الكتب حقيقية؟؟ إذ من المستبعد أنْ يؤمن اليهود والنصارى بهذا الامر مباشرة دون دليل على صحة الكتب!! خاصة إنّ هذه الكتب ستكون مختلفة عن نسخ التوراة والانجيل هذه الموجودة حالياً كيف يثبت للجميع أنّ الذي نزل هو المسيح عيسى عليه السلام فعلاً؟
الجواب:
نعرف من خلال عموم الروايات الشريفة، أنّ للإمام عليه السلام عدّة طرق تفيد اليقين، يستعملها لاقناع الناس عموماً، كطريق البرهان العلمي، والمعجزة، ومعه فيمكن للإمام أنْ يثبت حقّانية نسختي التوراة والإنجيل اللتين عنده من خلال:
١) الإثبات العلمي: فمثلاً يبرز لهم متناقضات النسخ الموجودة عندهم، وفسادها أو يبرز لهم تواريخ كتابة تلك النسخ الموجودة عندهم مما يثبت أنّها كتبت بأيدي أناس أشبه بالصحفيين والإعلاميين ورواة القصص الرومانسية أو البوليسية.
اما نسختاه اللتان يستخرجهم عليه السلام فهما خاليتان من التناقض والأمور المنفّرة للطباع أو المخالفة للمروءة.
٢) المعجزة، فمثلاً يبرز عصا موسى وإمكانياتها التكوينية الهائلة، أو تابوت السكينة وأثره في تطمين النفوس وتهدئتها.
وعلى كل حال لابدّ أنْ يكون عنده عليه السلام ما يثبت معه حقّانية ماعنده من كتب.
أمّا كيف يثبت أنّ هذا الذي معه هو النبي عيسى عليه السلام فإنّه يظهر من الروايات الشريفة أنّ نزول عيسى سيكون بعد ظهور الإمام المهدي عليه السلام واثبات كونه هو الحجة المنتظر بالدليل والبرهان _إضافة إلى المعجزة- وبالتالي ستكون اخبارات المهدي يقينية وغير قابلة للتكذيب، ونفس هذا يقال في إثبات أنّ تلك الكتب هي التوراة والإنجيل حقيقة، أي أن إثبات كونه هو المهدي الحجة عليه السلام سابق على إظهار تلك الكتب ونزول عيسى عليه السلام ومعه ستكون اخبارات المهدي عليه السلام غير قابلة للتشكيك طبعاً، وهذا يفيد إقناع المسلمين.
اما نفس اليهود والنصارى، فحيث نعلم أنّهم منتظرون لظهور عيسى المنقذ في كتبهم واعتقاداتهم وبالتالي اذا جاء عيسى عليه السلام واثبت لهم أنه عيسى الموعود بالدليل او المعجزة فسيؤمنون به وبعد أن يروه يصلي خلف الإمام المهدي عليه السلام، ويقدمه عليه، ويعترف بإمامته، عليه عندئذٍ سيؤمن اليهود والنصارى بالإمام المهدي عليه السلام مهدياً.
***
إسلام أمّ الإمام عليها السلام
نجف علي
السؤال:
لقد اطلعت على إجابات الأسئلة فيما يخص إسلام والدة الإمام المهدي عليه السلام ولكنني لم أجد إجابة لهذا الأمر أو الإشكال، لقد عرفنا _وهذا يعتبر من الأمور المسلّمة_ أنّ والدي الإمام لابدّ أنْ يكونا طاهرين سواء إلام أو الأب، وبالنسبة للسيدة نرجس عليها السلام فقد ذكرت الرواية أنّها عاشت ١٣ سنة في ظلال الدين المسيحي، وقد أسلمت عندما أتتها الزهراء عليها السلام في المنام، فكيف يمكن الربط بين هذا الأمر وبين المسلّمة السابقة.
الجواب:
من المعلوم أنّ المطلوب من الإنسان هو أنْ يلتزم الدين الذي يكون عليه حجّة، والدين لايكون حجة إلاّ إذا وصل إلى المكلف وعلم به، فقبل أنْ يصل الدين إلى المرء لايُلزم عليه أنْ يلتزمه، وكيف يجب عليه التزام مالا يعلمه، ولذا قال تعالى: (وَ ما كُنَّا مُعَذِّبينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً).
وقد كانت السيدة نرجس عليها السلام مسيحية قبل وصول الدين الإسلامي لها، وليس في هذا أي ضير، اذ قد كان الدين الحجة عليها هو الدين المسيحي وهي قد التزمت به، وعندما سمعت بالإسلام ووصل إليها أسرعت بالالتحاق به.
فلم تخرج السيدة نرجس عن الطهارة المطلوبة لتكون اماً للحجة المنتظر عليه السلام.
ولمزيد التوضيح عن إسلامها يرجى مراجعة السؤال ٣١٦ ضمن حقل الأسئلة والأجوبة المهدوية في الموقع
***
روايات يستفيد منها أدعياء المهدوية كيف نردها؟
أم حيدر
السؤال:
ماتفسير الروايات ومن المقصود بها، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: (إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين أحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات ويقول بعضهم: قتل ويقول بعضهم: ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لايطلع على موضعه أحد من ولده ولاغيره إلا المولى الذي يلي أمره) غيبة الطوسي ص١٦٢. وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: (تنـزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي). (عقد الدرر ص ١٢٩) فإذا كان ذلك _أي قرب قيام القائم- فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسولN فتداويتم من العمى والبكم وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الاعناق ...) (روضة الكافي ح٢٢). وفي (الممهدون): (يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية اشهر يقتل ويقتل ويتوجه الى بيت المقدس فلا يموت حتى يبلغه) كنز العمال ج٧ ص٢٦١، وفي دعاء العهد ص٦١٨ (اللهم أعطه في نفسه وأهله وَ وَلده وذريته)، وفي دعاء الثالث من شعبان ص٢١٥(والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار و يثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار)، فهذه رواية الإمام علي عليه السلام: (صاحب مصر علامة العلامات وآيته عجب لها إمارات, قلبه حسن ورأسه محمد ويغير أسم الجد, انْ خرج فاعلم أنّ المهدي سيطرق أبوابكم, فقبل أنْ يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب أو ائتوه زحفاً وحبواً على الثلج) كتاب ماذا قال علي/ الجفر ص٣٣٠.
الجواب:
امّا الرواية الأولى (الا المولى الذي يلي امره) فانّه لاشك أنّ هناك أشخاصاً يخدمون الإمام، والذين يسمّون بالابدال، الذين عبّرت عنهم الروايات (وما بثلاثين من وحشة) وكذا ماورد من أنّ الخضر عليه السلام مؤنس الإمام المهدي عليه السلام في غيبته ووزيره في ظهوره، فلعل احد هؤلاء هو الذي يطلع على موضعه.
وامّا رواية (الرايات السود) فالظاهر انّ الذي يبعث الى المهدي عليه السلام بالبيعة هو نفس صاحب الرايات السود وهو الخراساني.
وأمّا رواية (طالع المشرق) فقد اراد به الصاحب عليه السلام وشبّهه بالشمس في النور والظهور والاستيلاء على العالم ورفع حجب ظلم الجهالات (شرح اصول الكافي- المولى محمد صالح المازندراني ج١١ ص٤١٣).
وأمّا رواية (والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته) فهي واردة في دعاء يوم ولادة الإمام الحسين عليه السلام، ويظهر من سياق الفقرات أنّ الكلام هو حول أهل البيتK ومعه فإنّ البعدية في قوله (بعد قائمهم) أمّا أنّ تكون رتبية او حقيقية، فعلى الاوّل يكون معنى الدعاء هو الصلاة اولاً على الإمام المهدي عليه السلام ثم على الائمة الثمانية قبله، باعتبار افضليته عليهم، وعلى الثاني يكون معناه الصلاة على الائمةK الذي سيحكمون بعد الإمام المهدي عليه السلام عند رجعتهم الى الدنيا.
اما رواية (صاحب مصر) فهي غير موجودة اصلاً في الكتب الحديثية، ولم نجدها إلا في المصدر المذكور، فهي ضعيفة ولايعول عليها اصلاً.
***
هل الظهور للإمام عليه السلام موقوف على تحقق جميع العلامات أم بعضها؟
انمار الحسيني
السؤال:
هل يتعلق ظهور الأمام عليه السلام بتحقق جميع علامات الظهور أم لا؟
الجواب:
ينبغي هنا أنْ نتعرف على ما يلي:
الأول: إنّ الروايات الشريفة تؤكّد أنّ امر قيام الإمام المهدي عليه السلام راجع اولاً وبالذات الى امر الله تعالى، فهو وحده العالِم بالوقت المناسب للقيام.
الثاني: هناك روايات عديدة تؤكد أنّ هناك علامات حتمية لابدّ أنْ تقع قبيل الظهور، وهي العلامات الخمسة المعروفة.
ومعه يمكن القول: أنّه مع تحقق الوقت المناسب للظهور، وصدور الإذن الإلهي للإمام المهدي عليه السلام بالقيام، فإنّه سيظهر سواء تحققت تلك العلامات أو لا، نعم، من باب انّ المعصوم اخبر بأنّ الإذن الإلهي بالظهور موقوف على تحقق تلك العلامات وأنّ المعصوم لايمكن أنْ يخطيء في اخباراته نصل إلى نتيجة أنّ الظهور موقوف على تحقق تلك العلامات.
من هنا ورد في التوقيع الشريف (ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر) (كمال الدين ص٥١٦ ح٤٤ ب٤٥).
وان لم يذكر فلماذا؟
وما هو رأي الامام المهدي عليه السلام بكتاب الكافي؟