قصة قصيرة
شفاء سيد دامغان بفضل صاحب العصر والزمان
محمد حسن عبد
غادر السيد محمد باقر مدينة دامغان، لينتقل إلى مدينة مشهد لمواصلة دراسته الحوزويّة.
مضت السنوات، وذهب الزمان.. وقد أكمل السيد محمد باقر دراسته.. وأصبح من العلماء الروحانيين في مدينته الجديدة.
ولكنّ الأمر لا يصفو دائماً، ولا يبقى الحال على ما إليه آل.. فلقد ابتلي سيدنا بمرض عضال ... إنّه السلّ.. هكذا هي العلامات والأعراض.. ممّا جعله ضعيفاً معتلاً.. سقيماً.
لقد أصابه الخوار والهزال.. راجع العديد من الأطباء.. لم ييأس من روح الله.. ولكنه كان منزعجاً، فذهب لشرح حالته لأحد أصدقائه من مراجع الدين في المدينة.
بدا على صديقه التألّم والانزعاج فقال له:
- ألست علويّاً يا رجل؟ لماذا لم تمثل بين يدي بقيّة الله.. صاحب الأمر والزمان؟
أخذت السيد نوبة من البكاء الشديد.. نهض من مجلسه.. ورغم صعوبة حالته.. فقد غادر مسرعاً، وكأنّ شيئاً يريد أنْ يأخذه، ويسرع به إلى إمامه وسيّده، الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.
دخل الصحن الرضوي الشريف، لكنّه بدا له وكأنّه خال إلاّ من أشخاص معدودين، بينهم سيّد تبدو عليه سيماء الهيبة ... هذا هو حجّة الله في أرضه، فقال في نفسه:
- عليّ أنْ أناديه وأعرض عليه حالتي.
لقد كان تفكيراً في نفسه.. ونيّة في قلبه فقط، ولكنّه رأى أنّ الرجل أدار رأسه الشريف إلى ناحيته، ورمقه بنظرة من جانب عينه.
تصبّب جسم السيد عرقاً غزيراً، وأخذته رعشة.
ووقف عدة لحظات مبهوراً، لا يدري ماذا أصابه.. شعر فجأة وكأنّه أقوى ما يكون، رأى الصحن الشريف على حقيقته، مملوءاً بالزائرين. ولقد دب النشاط في جميع أنحاء جسمه.
لقد أصبح سيد دامغان على أتمّ صحّة وعافية بفضل صاحب العصر والزمان عليه السلام.