نافذة مفاهيم مهدوية
مفردات وعبارات وردت في سجل قضية الإمام الغائب عن الأنظار, الحاضر في العقيدة والوجدان, صاحبِ العصر والزمان. نقدمها للقارئ الكريم, زيادة في إيضاح ملامح القضيّة, وتبياناً لمعالم طريق التمهيد للظهور المهدوي المقدّس.
إثبات الغيبة
أفاض علماؤنا الأعلام في إثبات غيبة الإمام الثاني عشر عليه السلام من حديث أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وقال الشيخ الصدوق رحمه الله في (كمال الدين): إنّ الغيبة التي وقعت لصاحب زماننا قد لزمت حكمتها وبان حقّها وفلجت حجّتها للذي شاهدناه وعرفناه من آثار حكمة الله تعالى واستقامة تدبيره في حججه المتقدمة في الأعصار السالفة مع أئمة الضلال وتظاهر الطواغيت واستعلاء الفراعنة في الحقب الخالية، وإنّ خصومنا طالبون بوجود صاحب زمانن عليه السلام كوجود من تقدمه من أئمة أهل البيت عليهم السلام.
فنقول: إنّ خصومنا قد جهلوا آثار حكمة الله تعالى، وأغفلوا مواقع الحقّ ومناهج السبيل في مقامات حجج الله تعالى مع أئمة الضلال في دول الباطل في كل عصر وزمان، إذْ قد ثبت أنّ ظهور حجج الله تعالى في مقاماتهم في دول الباطل على سبيل الإمكان والتدبير لأهل الزمان، فإنْ كانت الحال ممكنة في استقامة تدبير الأولياء لوجود الحجة بين الخاص والعام كان ظهور الحجة كذلك، وإنْ كانت الحال غير ممكنة في استقامة تدبير الأولياء لوجود الحجة بين الخاص والعام كان استتاره مما توجبه الحكمة ويقتضيه التدبير، حجبة الله وستره إلى وقت بلوغ الكتاب أجله كما قد وجدناه من ذلك في حجج الله المتقدمة من عصر وفاة آدم عليه السلام إلى حين زماننا هذا، منهم المستخفون ومنهم المستعلنون، بذلك جاءت الآثار ونطق الكتاب.