دجال البصرة أحمد إسماعيل كويطع المسمي نفسه: أحمد الحسن
الحلقة الثامنة
الشيخ علي الكوراني
كان حيدر مشتت يتردد إلى قم
كان حيدر يزورني قبل هلاكه بعشر سنوات وأكثر، ويسألني بعض الأسئلة عن الإمام المهدي عليه السلام. وبعد سقوط صدام جاءني محاولاً كسب تأييدي لادّعائه بأنّه اليماني الموعود ، مع أنّ اليماني يظهر في اليمن ، وليس في العراق!
وفي آخر مرة رأيته فيها قال لي: جئت برسالتين: واحدة لك والثانية للسيد الخامنئي. سألته: ممن الرسالة؟ قال: من الإمام صاحب الزمان عليه السلام!
فجمعت نفسي وعباءتي وتوجهت إليه قائلاً: يا شيخ حيدر، هل أنت متأكد؟!
قال: نعم. قلت له: لا تستعجل، فإني أسألك:
هل أنت التقيت بالإمام المهدي عليه السلام، الإمام الحجة بن الحسن، التاسع من ذرية الحسين عليه السلام الذي بشر به جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وذخره الله تعالى ليملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً؟
هل أنت متأكّد أنك التقيت به هو وكتب لي رسالة، وأمرك أن توصلها لي؟!
قال: نعم! فشرحت له ونصحته، ورويتُ له قصة الحلاج كيف ادعى السفارة عن الإمام المهدي عليه السلام، وكتب إلى والد الشيخ الصدوق رحمه الله في قم، يدعوه إلى الإيمان به، وكيف أجابه، ثم جاء الحلاج إلى قم، فوبخه ونفاه من المدينة!
وختمت بقولي: يا شيخ حيدر أعد النظر فيما قلته، وأنا أعتذر عن استلام رسالتك! فما دمت التقيت بالإمام عليه السلام وكلّفك بإيصال رسالة لي، فقل له: إن فلاناً رفض أنْ يستلم الرسالة حتى يرى معجزة، تكون دليلاً على صدقي وصدق الرسالة. فبادر حيدر قائلاً: حسناً، ماذا تريد معجزة ؟
قلت له: نفس المعجزة التي طلبها والد الصدوق قدس سره من الحلاج: أنْ يعيد لحيتي البيضاء بلونها عندما كنت شاباً.
فسكت مدة، ثم قال: حسناً، هل تقبل أنْ ترى مناماً الليلة؟!
قلت له: كلا، ولا عشرين مناماً، هل نأخذ ديننا من المنامات!
يا شيخ حيدر؟ إنّ دين الله أعز من أنْ يؤخذ من منام، بل يحتاج إلى دليل برهاني منطقي تخضع له العقول، ومعجزة واضحة تخضع لها الأعناق.
قال الإمام الكاظم عليه السلام: (إنّ لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام وأمّا الباطنة فالعقول).
فسكت حيدر مدة، ثم نهض مودعاً: في أمان الله..!
كما كانت لي معه مناقشات أخرى، لايتسع لها المجال.
أما الدّجال أحمد، فلا بدّ أنّ شريكه حيدراً كان يخبره بزيارته لي ومناقشاتي له. وبعد أن اشترى ادعاء اليماني من حيدر، كانت له محاولات متعددة لكي يستميلني الى حركته! فأرسل لي رسالة يطلب مني الإيمان به، ورسالة بواسطتي إلى سماحة السيد الخامنئي، يطلب منه أنْ يسلمه قيادة إيران، لأنه رسول المهدي إلى العالمين! فامتنعت عن تسلم الرسالة.
وقال لي الشخص المرسل منه: يقول لك الإمام أحمد: أنت مقبول عند عامة الناس، فإذا جئت إلى صفنا فإنا نستطيع أنْ نقضي على الدجالين.
سألته: ومن الدجالون؟ قال: المراجع في النجف!
فأجبته برفض أباطيله، وقلت له: ثبت لي أنّ هذا الحقد على مرجعية الشيعة حقد وهابي ! وأنّ صاحبك وهابي التفكير والتمويل.
ثم أرسل لي أشخاصاً، فناقشتهم وأفحمتهم والحمد لله.
ثم أرسل شخصين واتفقنا على أنْ أرسل له من يناظره، فأرسلت له الشيخ عبد الحسين الحلفي إلى التنومة، فلم يناظره الدجال لكنْ قبل المباهلة، وحددوا موعدها على شط العرب، فنكص الدجال ولم يحضر!
جاءني الشيخ عبد الحسين الحلفي يقول: آسف انّه هرب من المباهلة .
سألته: كيف كنت ستباهله؟ قال: تواعدت معه على شط العرب غداً، وعيّنا المكان، فقبل، وحضرت ولم يحضر.
ولو حضـر كنت أنوي أنْ أشبك كتفي بكتفه، وأقول له: أدع أنْ يهلك الله المبطل منا وينجي المحق، وأرمي بنفسـي وإيّاه في شط العرب. وأنا على يقين أنّي سأنجو وأنّه سيغرق!
ثم جاءني شخص من قبله، فناقشته، وقلت له إني أدعو إمامه للحضور إلى قم للمناقشة، فاتّصل به فلم يقبل الحضور، فطلبت منه أنْ يرسل شخصاً مخولاً، فأرسل لي اثنين معتمدَيْن مُخَوَّلَيْن منه.
فناقشتهما بحضور عدد من الطلبة، وضحكوا من جهلهما وتناقضهما!
وزعما أنّ إمامهما لم يهرب من المباهلة مع الشيخ الحلفي، فاتفقنا كَتْبِيّاً على معاودة إرساله، وكتبنا اتفاقية المباهلة بالنص التالي:
اتفق الطرفان الموقعان أدناه على المباهلة بالشروط التالية:
١-أنْ تكون يوم الجمعة في مقبرة عامة، بمرأى من الناس في البصرة. وموثقة بالفيديو.
٢- أنْ يحمل الطرفان تخويلاً خطياً من مدعي السفارة أحمد، وممن يمثل الطرف الآخر. وأنْ يكتب أحمد عند هلاك صاحبه أنّه على باطل.
٣- أن تكون بألفاظ واردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وأن يتبعها قسم البراءة.
٤- لا يضاف إلى هذا الإتفاق أي شرط، والذي ينسحب يكون مبطلاً.
الطرف الذي يمثل السيد أحمد: السيد صالح الصافي (إسمه وتوقيعه).
الطرف الذي يمثل أحد علماء الشيعة: الشيخ عبد الحسين الحلفي (إسمه وتوقيعه).
وذهب الشيخ الحلفي الى البصرة وطالبهم بتعيين يوم للمباهلة، لكنهم نكصوا وصاروا يتهربون منه، حتى جاء محرم، وظهر أعوان الدجال بحركة مسلحة في البصرة والناصرية، فقتلوا من الشـرطة والناس العشرات، وقُتل منهم عشرات، وألقت الحكومة القبض على مئات منهم، وهرب دجالهم الى الإمارات ليملأها قسطاً وعدلاً، ويفيض منها العدل الى الدول المجاورة!
لا يتورّع هو وأصحابه عن الإفتراء!
كان لي برنامج مباشر من قناة سحر الفضائية كل يوم جمعة ثم من قناة الكوثر، فنشط دجال البصرة وأعوانه في الإتصال التلفوني، فكان لا يمر برنامج إلاّ واتصلوا وطرحوا مسألة اليماني، وأنّه يظهر من العراق وليس من اليمن!
وكانوا يطرحون شبهات يحاولون أن يستدلوا بها على صحة دعوى صاحبهم!
وكان بعضهم شرساً يفتري جهاراً نهاراً كإمامه الدجال ابن كويطع، قال: نحن نحتج عليك بما ذكرته في كتبك، فقد ذكرت في عصر الظهور رواية أن اليماني الموعود ليس يمانياً، بل له نسب في اليمن!
فأجبته: نعم أنا ذكرت هذه الرواية لكني رددتها! فهل تحتج عليَّ بما رفضته!
أقول: الرواية في صحيح البخاري:٤/١٥٥، و:٨/١٠٥، قال: (كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش، أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب معاوية فقام خطيباً فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولاتُؤثر عن رسول الله فأولئك جهالكم! فإياكم والأماني التي تضل أهلها! فإني سمعت رسول الله يقول: إن هذا الأمر في قريش لايعاديهم أحد إلا كبَّه الله على وجهه ما أقاموا الدين). انتهى.
وهذا يدلك على أن القرشيين كانوا يمنعون رواية أي حديث يبشـر بظهور قائد قحطاني، لأن ذلك يمس قيادة قريش للعرب والعالم! ولذلك وَبَّخَ معاوية عبدالله بن العاص على المنبر وسماه جاهلاً، لأنه روى أنه سيكون مَلِكٌ من قحطان! وقحطان كل قبائل العرب ما عدا قريش! وقد أثَّر فيه توبيخ معاوية فتاب عن الحديث وجعل اليماني قرشياً! قال: (يا معشـر اليمن تقولون إن المنصور منكم والذي نفسي بيده إنه لقرشي أبوه)! (ابن حماد:١/١٢٠).
فتشبث أتباع أحمد إسماعيل بهذه الرواية وقالوا لي: إنك اعترفت بأن اليماني لايجب أن يكون من اليمن، فيكون من البصرة، وينطبق على إمامهم!
مع أن رواية أهل البيت عليهم السلام نصت على أن اليماني الموعود من اليمن، ففي كمال الدين للصدوق/ ٣٢٨: (وإن من علامات خروجه: خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني من اليمن).
وفي تلك المدة خصصتُ برنامجاً في قناة الكوثر للرد على مزاعم دجال البصـرة، فغاب هو وأتباعه ولم يتصلوا، لكنه كتب في موقعه: ( وأضرب لك مثالاً من هذا الزور والكذب الذي تعرضت له أنا شخصياً، فقبل عدة أشهر وفي قناة الكوثر الفضائية الإيرانية وفي برنامج (المهدي الموعود) استضافوا الشيخ علي الكوراني وكانت الحلقة كلها تقريباً مخصصة للحديث عني وتشويه صورة الدعوة، ومن ضمن ما قاله الشيخ الكوراني: إن أحمد يقول إنه زوج أخته للإمام المهدي. وهو يعلم يقيناً أني لم أقل هذا ويعلم أنه يكذب، ولكنه لا يستحي من الكذب وقول الزور رغم كبر سنه والعمامة التي يضعها على رأسه)!.
وقد كذب عليَّ هذا الدجال، فلم أقل ذلك عنه! وهذه تسجيلات البرنامج موجودة، بل نقلته على عهدة الرواة عن شخص غيره!