الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
من هو الوالي الذي سيعينه الإمام في المدينة ومكة؟
نجف علي
السؤال:
لقد قرأت في روايات أهل البيت عليهم السلام أنّ الإمام المهدي عليه السلام عند أول ظهوره سيقيم في مكة مدة من الزمن يعبر عنها الأئمة عليهم السلام بـ(ما شاء الله) ثم يخرج منها متجهاً إلى المدينة بعد أنْ يقوم بتعيين والي فيها.
والسؤال:
١. هل هذا الوالي الذي سيعيّنه الإمام المهدي عليه السلام في مكة والتي تذكر الروايات انّه من أهل بيت الإمام عليه السلام هل هو من الأصحاب الخلص الـ٣١٣؟.
٢. تذكر نفس الرواية أنّ جماعة من أهل مكة ستقتل هذا الوالي فيرجع الإمام عليه السلام إليهم ويوبخهم وينذرهم ثم يعين والياً آخراً منهم, فما المقصود من كلمة (منهم)؟ هل يقصد انّ هذا الوالي سيكون من نفس تلك الجماعة التي قتلت الوالي الأول؟ أو أنّه من أهل مكة؟ وإنْ كان من أهل مكة هل سيكون من الأصحاب الـ٣١٣؟.
الجواب:
إنّ تحديد مثل هذه الأمور تابع لوجود نصوص روائية، وحيث انّه لاتوجد مثل هذه النصوص التي تحدد هذا الوالي وانّه من الأصحاب الـ٣١٣ أو من غيرهم.
فلا نستطيع الجزم بأيّ من الاحتمالين (تماماً في اليماني والنفس الزكية، فهل هما من الـ ٣١٣ أو من غيرهم! إنّ الروايات لم تحدد ذلك، فلا يمكن الجزم بأحد الاحتمالات في هذا المجال)، وعلم ذلك راجع إلى الإمام.
نعم، ظاهر كلمة (منهم) أنّه من أهل مكة المكرمة، وطبعاً ليس المقصود من أهل مكة الذين قاموا بقتل الوالي الأول، بل يقصد منه جزماً أنّه من أهلها المناصرين للإمام عليه السلام والمخلصين له.
والله العالم بخفايا الامور
***
من هو الحجة الظاهرة في عصرنا بعد غيبة إمامنا؟
علاء محسن
السؤال:
قال الإمام المهدي عليه السلام: (واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فأنّهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم):
س١: من هم رواة الحديث المقصودين في الحديث الشريف.
س٢: من هم الحجج والسبل إلى الله عز وجل بعد الإمام الحجة والسفراء الأربعة.
س٣: ما الفرق بين السفير والوكيل.
س٤: قال الإمام الحجة عليه السلام (إنّ الأرض لا تخلو من حجة اما ظاهر أو مغمور). فمن هو الحجة الظاهر في عصرنا الحالي؟.
الجواب:
جوب سؤالكم الأوّل: المقصود هم الفقهاء الذين صرفوا حياتهم في متابعة كلمات القرآن الكريم وكلمات أهل البيت عليهم السلام وفهمها واستخراج الأحكام الشرعية منها، هم الذين وصفتهم الرواية الأخرى (فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه...).
وجواب سؤالكم الثاني: إنّ أوضح مصاديق وأجلى الحجج والسبل إلى الله عز وجل هم الأنبياء عموماً والأئمة المعصومون عليهم السلام خصوصاً.
وجواب سؤالكم الثالث: إنّ الحجة اليوم مغمور وليس ظاهراً.
وجواب سؤالكم الرابع: الفرق بين السفير والوكيل هو انّ السفير يرى الإمام ويكون وكيلاً عنه لعامة البلاد، امّا الوكيل فهو من ينصبه سفير الإمام نيابة عنه في بلد خاص والسفراء هم الأربعة المعروفون فقط، اما الوكلاء فهم أكثر من ذلك.
***
ما هو الجواب الشافي في حقيقة رؤية الإمام في غيبته؟
روان نور
السؤال:
كثر الكلام عن إمكانية التشرف بالإمام عليه السلام وتعددت الآراء فضاعت الحقيقة، ومن اين لنا بالجواب الشافي والشوق مستعر للقياه.
الجواب:
لا يوجد مانع عقلي فضلاً عن الموانع الأخرى.
ولكن القاعدة الأولية في رؤيته عليه السلام هي أنْ يتم اللقاء مع تمام الحفاظ على حياة الإمام وسلامته، فإذا توفر هذا الشرط المهم أمكن رؤيته، وهو ما أشار إليه الشيخ أبو سهل النوبختي حيث أشار إلى أنّ الشيء المهم في لقائه عليه السلام هو الوثاقة بدرجة كبيرة بحيث يؤمن بها على حياته عليه السلام.
حيث ورد أنّه سئل الشيخ أبو سهل فقيل: كيف صار هذا الأمر (أي السفارة عن الإمامة) إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك؟
فقال: هم اعلم وما اختاروه، ولكن انا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم ولو علمتُ بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحجة (على مكانه) لعلي كنتُ أدل على مكانه، وأبو القاسم فلو كانت الحجة تحت ذيله وقُرَض بالمقاريض ماكشف الذيل عنه... (غيبة الشيخ الطوسي ص٣٩١).
وبعد هذا، فقد دلّت الروايات الشريفة على إمكانية رؤيته عليه السلام بل ووقوعها، فعن السفير الثاني محمد بن عثمان: أنّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه.
وعليه فرؤيته يمكن أنْ تكون مع المعرفة وهذه يشترط فيها ذلك الشرط المهم وغيره من الشروط كالمصلحة التي يشخصها الإمام عليه السلام ويمكن ان تكون بلا معرفته، وهذه ممكنة لكل الناس، بل هو الواقع، هذا بالإضافة إلى العدد الغفير من العلماء الذين يوثق بكلامهم ويُصدّقون في دعواهم وقد ادّعوا مشاهدته عليه السلام بما لايقبل التشكيك.
وينبغي الالتفات إلى قضية مهمة، وهي: انّنا وإنْ كنّا لا نراه اليوم ولكن ينبغي أنْ يرانا هو عليه السلام على حال حسنة في علاقتنا مع الدين عموماً.
فينبغي العمل على إرضائه عليه السلام بالالتزام بالتعليمات الإسلامية وعدم مخالفته في شيء من ذلك.
ولعل أقوى مانع من رؤيتنا له عليه السلام هو إقامتنا على الذنوب، وهو ربما يشير إليه عليه السلام في مكاتبته للشيخ المفيد رحمه الله: (ولو أنّ أشياعنا -وفقهم الله لطاعته- على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمنُ بلقائنا...).