بلغ العنان
الشيخ حسين بن عبد الأمير النصراوي
يا أيها القمرُ الذي بسمانا يا أيُّها البدرُ التمامُ تألّقاً أنسيتَ قلبَ مُتيّمٍ مُتعلّقٍ قُم أيها الشمسُ المُضيئةُ لا تغب قُم وانظر اليومَ السّواد وشعبَهُ كم كُربةٍ أضنت فؤاد مُحبّكم ولنحنُ قومٌ لا نلينُ لمحنةٍ يا أيها الليلُ الطويلُ متى الضحى؟ يا خيرةَ الربَّ الكريمِ بأرضهِ أفهل نُضامُ وأنتَ فينا حاضرٌ صعبٌ علينا أن نرى يا سيّدي أينَ استقرَّ بكَ النوى أم أيُّ أرضٍ ومغيّب لم يخلُ من نفسي ولا وعقيد عزًّ لا يُسامي رفعةً أينَ المُعد لقطعِ دابرِ ظُلمةٍ أينَ الذي دوماً يُجابُ إذا دعا يا ابنَ الأطايبِ من سُلالةِ أحمد كالشمسِ أنتَ تغيّبت بسحابةٍ يا بن الهُداةِ الطيّبينَ تحيّةً أفلا نرى يوماً لخيلكَ مقدماً؟ أفلا نرى يوماً أُسودكَ ترتقي؟ أفلا نرى يوماً لوجهكَ مطلعاً؟
|
|
بلغَ العنانَ بنورِهِ فسمانا يسمو عُلاً بحنانهِ يرعانا صبًّ حزينٍ قد غدا ولهانا فالليلُ أثقلَ همّنا وبُكانا في كلَّ زاويةٍ ترى عدوانا الخطبُ أذهلَ والمُصابُ دهانا علمَ الزمانُ شموخَنا وإبانا ومتى يُفرّجُ ربّنا بلوانا؟ قُم واسحقِ الرجسَ الذي أضنانا تدري بنزف جروحنِا وترانا؟! كلَّ الأنامِ وغائبٌ مولانا قد حوتكَ وأبعدتكَ زمانا أبداً تغيّبَ عن فؤاديَ آنا وأثيلُ مجد شرّفَ البُلدانا أينَ المُعد ليحطِمَ الطُغيانا أين ابنُ بنتِ محمّد قد بانا هل غِبتَ أم سناكَ جفانا؟ لكنّ نوركَ في القلوبِ مكانا مِن قلبِ صبًّ قد غدا حيرانا تزهو بنصرٍ غيّرَ الأكوانا لتهزَّ مِن عرض العِدى أركانا كالشمسِ ضاءت كي تُنيرَ سمانا
|