شعـــراء مهدويون: الشيخ محمد حسين الاصفهاني
حسن عبد الأمير الظالمي
هو الشيخ محمد حسين بن محمد حسن الاصفهاني النجفي الشهير بـ(الكمباني)، عالم كبير وفيلسوف جليل وأديب معروف، ولد سنة ١٢٩٦هـ في مدينة النجف الاشرف، له مؤلفات قيّمة وآثار مطبوعة، منها:
نهاية الدراية، وأصول الفقه، وحاشية المكاسب، وديوان شعر فارسي، والانوار القدسية وهو مجموعة أراجيز عربية في مدح النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله الأطهار عليهم السلام.
توفي سنة ١٣٦١هـ ودفن في مدينة النجف الاشرف.
شعره رقيق جزل اللفظ، جميل العبارة، واضح الدلالة، قال في مولد الإمام المهدي عليه السلام في ١٥ شعبان قصيدة جاء في بعضها:
قد حاز شعبان عظيم الشرف
في معدن اللطف الجليّ والخفي
فقد تجلى فيه وجود الباري
بنوره القاهر للأَنوارِ
أشرق نور من سماء الذاتِ
تجلو به حقائق الصفات
به استنار عالم الإمكانِ
بل نشأة الثبوت للأعيانِ
أكرم به من غائب مشهور
بدا من الغيب إلى الشهود
وينتقل إلى الاستدلال على إمامته وولايته للأمر فيقول:
وهو ولي الامر لا سواه
ومبدأ الخير ومنتهاه
مصدر الوجود في البداية
وغاية الايجاد في النهاية
كَلَّ لسانُ المدح عن جلالهِ
وأبهرَ العقولَ في جمالهِ
بذلك الجلالِ والجمالِ
قد ختمت دائرة الكمالِ
ثم يطالب الشاعر وليَّ الأمر عليه السلام يأخذ ثارات جدّه الحسين عليه السلام وأجداده الكرام وإغاثة دين الهدى فيقول:
فيا ثارات النبي الهادي
في دينه وآله الأمجادِ
يا صاحبَ الأمر أغث دين الهدى
فأنت منصور على من اعتدى
يا صاحبَ العصر لقد طال المدى
أما لسيفِ اللهِ أن يجردا
يا أيها القائم بالقسط أقم
بكفك العادل في قضائه
وطهّر الأرضَ من الارجاسِ
بسطوة تزلزل الرواسي
ثم يناشد الإمام المهدي عليه السلامبالظهور وإدراك تراثِ أجداده وتطهير الأرض من الكفّار والمشركين وبعبارات جميلة وأبيات رائعة يظهر فيها واضحاً الولاء المهدوي والشوق إلى الإمام عليه السلام فيقول:
متى نرى سيفك في الرقاب
كأنّه صاعقة العذاب
متى نرى بوارق السيوفِ
كأنّها تبرق بالحتوفِ
متى نرى كماة آل غالب
تصول كالليث على الثعالب
متى نرى خيلك تملأ الفضا
تخالهم امضى المواضي للقضا
متى نراك مدركاً للثار
تبتّر الاعمارَ بالبتّارِ
ويختم رائعته الرجزية بالدعاء والتوجه إلى الباري سبحانه وتعالى بطلب تعجيل أمر وليه صاحب العصر والزمان فيقول:
يا ربّ عجّل لوليك الفرج
فإنّنا في كل ضيقٍ وحرج
وانصر به الدينَ وأهله كما
وعدته، مَن منك أوفى ذمما