قصة قصيرة: إمامي المكلّف بإنقاذ المضطرين والعاجزين
محمد حسن عبد
كان الميرزا علي يعزم على زيارة سيده أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وكثيراً ما كان يصطحب في ذلك عائلته رغم صعوبة السفر بين النجف الاشرف وكربلاء. التي كان له فيها بيت خاص يسكن فيه لدى إقامته في هذه المدينة، وفي احدى السفرات، وعندما وصلوا النخيلة افتقد عائلته (زوجته واطفاله) وعلى الفور اعلم مسؤول القافلة بذلك.
لقد وضع احتمال أنْ تكون العائلة تأخرت خلف القافلة.
ذهب ورئيس القافلة للبحث عنهم، ولكن دون جدوى.. فلم يجدهم.. لقد ضاعف ذلك الأمر خوفه وزاد تفكيره.. لقد بلغ منه اليأس مبلغاً.. وازداد غماً.. وهكذا حتى دخلوا كربلاء وكلّه قلق.. وفور وصوله وكالمعتاد قصد بيته الخاص، وطرق الباب بطريقة اليأس المضطرب..
لقد فتحت الباب، ولكن التي فتحتها هي زوجته، لقد عمّه سرور لا يوصف فسألها:
- في أي مكان انفصلتم عن القافلة؟
فقالت:
في منطقة النخيلة.
فسألها بلغة المتلهّف:
- وكيف حدث ذلك وكيف وصلتم؟
فأجابت:
اثناء سيرنا، طلب منّي الاطفال طعاماً، فقمت بفتح القدر النحاسي الذي يحوي الطعام.. ولكن عند ذلك ارتعشت يدي، فارتطم لذلك الغطاء بالقدر مما احدث صوتاً أفزع الحيوان الذي كنت امتطيه، فانطلق بنا بسرعة الى الصحراء.. ولم اعد معها اسيطر على مسك القدر.. فأخذ صوت ارتطام الغطاء بالقدر يرتفع بازدياد كلّما زادت حركة المركوب..فيزداد عندها إسراع الحيوان.
لقد ضاعف ذلك من خوفي.. وكنت أصرخ وانادي.
وظننت أنّي هالكه واطفالي.. ولكنّي لم أفقد الأمل.
لقد وجدتني استغيث واندب صاحب الزمان، الإمام المهدي عليه السلام وعلا صياحي وصياح أطفالي ونداءاتنا لإمامنا.
لقد شاهدت على حين غرّة رجلاً نورانياً بهي الطلعة. جليلاً يرتدي ملابساً عربية.
قال لي:
- لا تخافي، لا تخافي.
وفور سماعي لكلماته هذه حتى بدأ مركوبي يهدأ هدوءاً تاماً بعد ما كان يجري بسرعة المجنون.
لقد اقترب الرجل منا وخاطبنا قائلاً:
- هل تريدون الذهاب الى كربلاء؟.
فقلت على الفور:
- نعم.
- فما كان منه إلاّ أنْ أمسك بزمام البغلة وأخذ بها إلى الطريق الصحيح وسار بها بهدوء.
واثناء حركتنا.. وبعد أن اطمئن قلبي، سألته:
من يكون..
فأجاب:
أنا المكلّف بإنقاذ المضطرين والعاجزين.
وبعد أن وصلنا مشارف كربلاء اختفى الرجل عن النظر.
أيقنت بعدها أنّ من أنقذنا هو إمامي وسيدي صاحب العصر والزمان عليه السلام.