الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
ما هو دور الحوزة العلمية في تمهيد ظهور الإمام الحجّة عليه السلام؟
بنت الهدى الاحسائية
السؤال:
نرجو إفادتنا حول دور الحوزات العلمية في عملية التمهيد للظهور المبارك للإمام الحجة عليه السلام؟.
الجواب:
تعتبر الحوزات العلمية صمّام الأمان للمجتمع المؤمن في زمن الغيبة، ولها دور بارز في عملية التمهيد للظهور المقدس، ويمكن تنقيط عدة نقاط تؤشر إلى دورها في ذلك:
١) زرع الإيمان المستدل في قلوب المؤمنين بفكرة الإمام المهدي عليه السلام.
٢) بث البرامج العلمية المناسبة لتهيئة الأرضية بالصالحين، وذلك برسم الطريق الفقهي _إضافة إلى العقائدي_ المطلوب من المكلف، بمعنى أنّ بقاء شريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم _بمعنى التكاليف_ هو من أهم ما يمهّد للظهور، وحفظ الشريعة هو الدور البارز للحوزة من خلال ماكتب من أحاديث أهل البيت عليهم السلام في بحوث علمائنا ومواصلة خط حفظ الكتب الحديثية.
٣) تأسيس المراكز المختصة بقضية الإمام المهدي عليه السلام.
٤) رفد الفكر الثقافي والخطابي بالأفكار المهمة الممهدة للظهور.
٥) الوقوف ضد مدّعي المهدوية زوراً وكشف ألاعيبهم والإجابة على الشبهات الواردة حولها، ومركزنا واحد من أهم الأدوار التي قامت بها الحوزة العلمية في النجف الأشرف في هذا الصدد.
هذا، وليكن معلوماً أنّ قضية التمهيد للظهور وقضية الإمام المهدي عليه السلام عموماً، ليس أمراً انحصرت مسؤوليته بالحوزة فقط، بل الحوزة جزء من المكلفين الذين طولبوا بأنْ يكون لهم موقف محدد، ومسؤولية مهمة تجاه تلك القضايا، وبالتالي ينبغي على جميع المؤمنين أنْ يمارسوا دورهم المتاح لعملية التمهيد للظهور.
****
هل التغنّي بالقرآن من علامات الظهور؟
أبو عبد الله القطيف
السؤال:
لقد سمعنا وقرأنا في بعض الخطب، أنّ من علامات الظهور هو الغناء بالقرآن، ولقد حصل وتكرر في السعودية بلاد الحرمين، فقد قام المغني المشهور واسمه خالد عبد الرحمن بغناء سورة الزلزلة والعياذ بالله وعزفها بالعود وتسرّب الخبر إلى الجهات المسؤولة وتم اعتقاله والحكم عليه بالإعدام، ولكن توسطت له إحدى الأميرات التي تحب صوته وتعشق نجاسته وأخرجته من السجن واسقط عنه الحكم بالإعدام، وهذه الواقعة يعرفها أكثر سكان السعودية ويوجد بدل الشاهد مليون من الشيعة والسنّة.
الجواب:
في الكافي ج٢ ص٦١٤ باب ترتيل القران بالصوت الحسن ح٣ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اقرأوا القرآن بألحان العرب وأصواتها، وإيّاكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر، فإنّه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية، لايجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم).
وهذه الرواية لا تشير إلى انّ الترجيع للقرآن هو من علامات الظهور، بل هي تحكي واقعاً اخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بانّه سيقع.
وليس بالضرورة أنْ يكون ذلك من علامات الظهور.
ولو سلمنا كون ذلك علامة فنقول: إنّ العلامة تعبر عن ظاهرة عامة كغيرها من العلامات المذكورة، فمثلاً الصيحة يسمعها كل العالم، والخسف يعلم به جميع الناس، وهذا ما يظهر من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من بعدي أقوام يرجّعون) امّا حصول هذا المعنى من فردٍ أو فردين فلا نجزم بتحقق العلامة فيه، وعلى كل حال ما ذكرته يمثل حالة سلبية تنذر بتيار ربما يكون عاماً في مستقبل الأيام.
***
هل ما يحصل اليوم من أحداث وفتن وفساد هو من علامات الظهور؟
محمد المالكي
السؤال:
هذه الأيام نعيش حالة من الفوضى وعدم الوضوح في المواقف، ونرى العالم قد أصبح ناصراً للباطل، ونرى المظلوم قد سحق بأيادي الظلمة، وتشابه بالمنظر (الفتى والفتاة) وأصبح الرجال يسيرون بخطى نسائهم، وكثر الجشع والفساد، واختلطت الأمور وظهر من رجال دين الإسلام الكثير والإسلام منهم براء، فهل نحن نعيش هذه الأيام والتي تبشرنا بقرب ظهور مولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام وفقنا الله وإياكم حتى ندرك ظهوره ونكون من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه.
الجواب:
إنّ هذه الأمور وإنْ ذكرت في بعض روايات علامات الظهور ولكنّها من نحو المفهوم المشكك الذي له مراتب متعددة، ولا نجزم أنّ ما وصلت إليه اليوم هو المستوى الذي تنطبق عليه تمام العلامة وهي من الأمور التي اشتركت فيها العديد من العصور الغابرة وينبغي الالتفات إلى أنّها من جزئيات امتلاء الأرض ظلماً وجوراً.
***
لماذا أَهل السنّة لا يؤمنون بأَن الإمام المهدي مولود؟
عبد الله شيال عطية الزيدي
السؤال:
لماذا أهل السنة مع كثرة الأحاديث الواردة بشأن المهدي عندهم لا يؤمنون بوجود الإمام عليه السلام وإنه مولود في سنة ٢٥٥هـ؟؟ هل هو العناد؟ أو أنّ لهم دليلاً معتبراً عندهم؟.
الجواب:
ليس هناك دليل معتبر على عدم ولادته عليه السلام سنة ٢٥٥ هـ بل بالعكس الدليل قائم على ولادته عليه السلام آنذاك.
أمّا عن إنكارهم فالظاهر أنّ وراءه عدة أسباب:
أوّلاً) كون هذه القضية (ولادة الإمام عليه السلام سنة ٢٥٥) هي من مختصات الشيعة، وعلى القاعدة هم يحاولون مخالفة كل ما اعتقد به الشيعة مما دل عليه دليل عندهم عن أئمتهم عليهم السلام.
ولذا ورد أنّ من الحكم التي أدت إلى أنْ يأمر أهل البيت عليهم السلام شيعتهم بالأخذ بخلاف العامة، هو أنّ رؤوس العامة كانوا يخالفون علي عليه السلام في كل ما يقول.
ثانياً) إن طول العمر قضية ليست متعارفة بالعصور المتأخرة، وهي غريبة بعض الشيء عن عامة الناس، لذا سيكون الترويج لعدم إمكانها أمراً مناسباً لضرب عقيدة الشيعة في إمامهم عليه السلام.
ثالثاً) لا نسلم أنّ السنة بأجمعهم ذهبوا إلى عدم الولادة، بل هناك العديد من علمائهم اعترفوا بولادته سنة ٢٥٥ وأنه ابن الإمام الحسن العسكري عليه السلام نذكر منهم:
١) الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الاشعري المتوفى سنة ٣٢٤هـ.
٢) الشيخ أبي عبد الله محمد بن احمد بن يوسف الكاتب الخوارزمي المتوفى سنة ٣٨٧هـ في كتاب (مفتاح العلوم).
٣) ياقوت الحموي في (معجم البلدان) المجلد الثالث/دار صادر بيروت.
٤) ابن خلكان في (وفيات الأعيان) و(انباء أبناء الزمان).
٥) أبو الفداء في كتاب (المختصر في أخبار البشر).
٦) الإمام الذهبي في (سير إعلام النبلاء) وفي (تاريخ الإسلام) وغيرهم كثير.