شعـــراء مهدويون/ آية الله الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء قدس سره
حسن عبد الأمير الظالمي
هو العالم المجاهد والحجّة الشيخ محمد حسين علي كاشف الغطاء، من أشهر مشاهير زعماء الدين ورائد من رواد الإصلاح والنهضة. ومجاهد عاش أحداث القرن العشرين فأعطاها حقّها من الجهاد والثورة.
ولد في النجف الاشرف عام ١٢٩٤هـ، ودرس في مدارسها وحوزتها الدينية، وتتلمذ على أكابر مجتهديها حتى صار مرجعاً دينياً لا يشق له غبار، سافر إلى الكثير من الحواضر الإسلامية للتبليغ والمحاججة، وله الكثير من الكتب والآثار العلمية منها: الدين والإسلام، أصل الشيعة وأصولها، الآيات البيّنات.
له شعر رائع الكلمات، جزل الألفاظ، قوي الدلالة، واضح المعنى، كانت له قصيدة طويلة شارك بها علماء النجف الاشرف وأدباءها في الردّ على من أرسل له قصيدة طويلة شكك فيها بحقيقة الإمام المهدي عليه السلام، والتي وردت من بغداد عام ١٩١٧م، يقول الشيخ كاشف الغطاء في بداية قصيدته:
بنفسي قريب الدار قربّه الفكر
وأدناه من عشّاقه الشوق والذِكرُ
تستّر لكن قد تجلّى تجلّياً
فلا حجب تخفيه عنهم ولا سترُ
بمرآه تشقى العين حسراً وخيبةً
ويسعدُ في أنواره القلب والصدر
ويرد على من جاء بتلك القصيدة بأسلوب علمي واضح، وبكلمات هادئة وعبارات رصينة فيقول:
ولا بأس ممن جاء يسأل قائلاً
أيا علماء العصر يامن لهم خُبرُ
لقد حار مني الفكر بالقائم الذي
تنازع فيه الناس والتبس الأمر
عثرت ألا ياسائلاً تاه فكره
على من له في كل مسألةٍ خبرُ
ويستطرد في إيراد الأدلة الدامغة التي تثبت الحقيقة المهدوية ووجود الإمام المهدي عليه السلام وبحجج بالغة وعبارات لطيفة وراح يعدد أسماء الأعلام الذين ألّفوا في الإمام المهدي عليه السلام وأسماء كتبهم ومدلولاتها وقد ظنها شرعة دون أن ينقص منها شيء، فيقول:
ألا إن ما استغربت منّا مقالة
به قال منكم معشر ما لهم حصرُ
وكلّهم أضحوا لديكم أئمةً
عَنا لعلاهم من حوى البرُ والبحرُ
موثقةً اسماؤهم في رجالكم
ففي كل سفرٍ من فضائلهم شطرُ
فمنهم كمال الدين كم في (مطالب
السؤول) طوى سؤلاً انكشف السترُ
وذا الحافظ الكنجي كم في (بيانه)
بيان براهين يبيّن بها الأمرُ
ثم يخلص في توجيه خطابه إلى المسلمين ليبيّن الحقيقة التي انتهى إليها هؤلاء العلماء فيقول:
ألا فانظروا يا مسلمون لمنكرِ
عليّ مقالاً ما به أبداً نكرُ
يكفّرني فيما أقول وإنما
تدين به تالله أقوامه الغرُّ
وكلهم ما بين راوٍ وعارفٍ
وشيخ له الكشف المبجّل والسرُّ
وفيما ذكرناه ترى الحق عند من
غدا قائلاً قد ذبّ عن لبّهِ القشرُ
ويختم قصيدته بتوجيه قصيدته إلى مواليه من أهل البيت عليهم السلام فيقول:
مواليّ ما آتي به من ثنائكم
وقد ملئت منه الأناجيل والزبرُ
يواليكم قلبي على أن جرحه
لرزئكم لايستطاع له سيرُ
سلام عليكم كلّما نفحت صَبا
وما عزبت شمس وما طلع البدرُ
وينصركم مني لساني ومقولي
اذا ما يدي قد فاتها لكمُ النصرُ