قصة قصيرة
المهدي عليه السلام من يأخذ بأيدينا إلى نهاية الطريق
محمد حسن عبد
بينما كانت (عليّة) منهمكة في قراءة كتاب بين يديها.. دخلت امّها، وبعد السلام سألتها:
- كيف هو الكتاب الذي أهديته إيّاك، وهل استفدت منه؟
فأجابتها:
- نعم إنّه كتاب جيد، بل جيّد جدّاً، مع انّني ألاقي صعوبة في بعض عباراته، مع انّي أقوم بقراءة تلك الفقرات مرتين أو ثلاث.
إنّه كتاب في العقائد.. أفادني كثيراً، والآن يا والدتي لدّي سؤال:
قالت الأم:
- وماهو يا ابنتي؟ قولي.
فقالت (عليّة):
- ما هو الفرق بين النبوة والإمامة؟
أجابت الأم:
- إنّ الفرق بسيط.. غاية البساطة.
قالت (عليّة):
- وما هو يا أمّاه؟
قالت الأم:
- مع أنّ النبي قد يكون هو الإمام في نفس الوقت، كما هو حال خليل الله إبراهيم عليه السلام، حيث جعله الله تعالى للناس إماماً.
وقد يكلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمر الرسالة بعده إماماً يكمل للناس أمر الدين، كما هو حال حبيب الله وخير خلقه أجمعين، نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كلّف بل عيّن بنصّ واضح علي بن أبي طالب عليه السلام أوّل إمام للناس بعده وسيّداً للأوصياء.
فقالت (عليّة):
- ولكنّك لم تعرفيني الفرق بين مهمّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومهمة الإمام عليه السلام من بعده.
أجابت الأم:
- نعم يا بنيتي: إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم (يري) للناس انّ في مسيرة الإنسان طريقين، طريق الخير، وطريق الشر، أي بداية الخطوة في المسيرة الإنسانية، فإنْ شرع الإنسان بخطواته في الخير فمصيره الجنّة، وإلاّ فإنّ الشر طريقه إلى جهنم وبئس المصير.
أمّا من يرافق الناس في طريقهم إلى الخير فهو الإمام، حيث يرشدهم أثناء مسيرتهم العبادية نحو الهدف الإلهي المرسوم، ونهاية الطريق، الذي قد تحجبها المنعطفات، وتؤخّر الوصول إليها العثرات والمطبّات.
إنّ هذه هي مهمّة الإمام أو مجموع أئمتنا، وأولهم وأبوهم هو علي بن أبي طالب عليه السلام، وآخرهم وخاتمهم الإمام المهدي الحجة بن الحسن عليه السلام، فهو (يوصلنا) إلى تلك النهاية المرجوّة.
فقالت (عليّة) يتملّكها الفرح:
- إذاً إنّ إمامنا المهدي عليه السلام هو الذي يهدينا في دنيانا إلى نهاية الطريق.
شكراً يا أمّي، وجعلنا الله من أتباعه عليه السلام.