قصة قصيرة
كادت أن تغرق فأنقذها الإمام عليه السلام
محمد حسن عبد
ينوي الجميع الذهاب إلى النجف الاشرف، حيث مثوى أبي السبطين أمير المؤمنين عليه السلام، وهكذا هو ديدن المؤمنين المحبين.
تجمعت القافلة بعد أن تمّ كراء واسطة النقل آنذاك من بغال وحمير لا غيرها، ركب الجميع وهم متشوقون إلى أن تكتحل عيونهم برؤية مشهد القباب المنورة، وإلى أن تتبرك باسم صاحب تلك القباب قبل أن يعمّها شريف بركته.
المسافة بعيدة، وكل مسافة حينها كانت بعيدة، وصل الزائرون الآن قرب قزانية، وما عليهم إلاّ عبور هذا الوادي العميق ذي المياه الوفيرة لكي يكونوا في تلك القصبة، ففيها يستريحون ثم يعرجون وهم يشقون القفار إلى أرض الغري.
اقترب الجميع من الوادي بغيّة عبوره، لكنّ السيل كان شديداً وجريان الماء جارفاً وعنيفاً، عبر منهم من عبر، وساعد البعض البعض الآخر على اجتياز المياه بصعوبة.
ولكنها_هذه الزائرة، التي يبدو أنّها قد حملّت حمارها بأحمال تبدو ثقيلة، ها انّ رجلي الحمار قد انزلقت في جانب هذا النهر، مع المرأة بأحمالها، تخبّط الحيوان في حركته من جرّاء قوة الماء وثقل الأحمال..حاول القيام ومواصلة السير، لكنّه لم يستطع.
شارفت المرأة على الغرق..لكنّها لم تفقد الأمل، فقد كانت تصيح وتستغيث باسم إمامها الحاضر صاحب العصر والزمان عليه السلام.
كان السيد محمد_أحد الزائرين يرقب الحالة، اقترب السيد أكثر وحاول مساعدة المرأة، رمى بنفسه في الماء مع معرفته بالخطر. ولكن دون جدوى، فلم يستطع فعل شيء لصعوبة الموقف.
فجأة والجميع في حيرتهم، رأى السيد شخصاً يتخطّى على الماء، وكأنّه يمشي ويتحرّك على اليابسة، وبكل ثبات، مدّ هذا القادم يده إلى المرأة وحمارها، لقد جرّهما معاً بسرعة البرق. ثم وضعهما على جناب النهر.
حقاً انها لقوة فائقة، وسرعة خاطفة، تلك التي انتشل بها هذا المهيب المرأة، بحمارها وبجميع ما حمله، وكأنّي بها لم تشعر بتلك الجذبة التي جذبها.
ظل السيد محمد طول الطريق إلى مشهد النجف الأشرف وبقية المشاهد المقدسة يحدّث نفسه ويقول وهو يحمد الله عزوجل على إنقاذ تلك المرأة:
لم أنس ذلك الرجل إنّه معتدل الطول، ذو وجه نوراني وانف مجرور، وكان فيه كلّ ما تأكدته فيما بعد من أوصاف إمامي وسيدي صاحب العصر والزمان عليه السلام.
نعم، لقد أنقذ إمامنا المهدي عليه السلام المرأة التي نادته، ولولا ذلك فإنّها كادت أنْ تغرق.