قصة قصيرة
(اربع وعشرون مطرة)
في يوم شتائي ماطر، كان محمد يقبع مع عائلته تحت سقف بيت طيني قديم آيل للسقوط تهرآت جدرانه وتشققت حتى عادت لا تمنع هواء ولا مطراً، كانت السماء تمطر بغزارة ثم تتوقف ثم تعود لتمطر، كان أفراد العائلة ينظرون من خلال شقوق الجدران إلى الأرض وقد غمرتها السيول وسوت عليهم معالم الطرقات، وكانت الأم تفكر بقوت أطفالها الذي نفد ولا سبيل إلى الخروج وسط هذه السيول، بينما كان محمد يمسك قلماً و ورقة بالية ليخط عليها عدد المطرات التي أمطرتها السماء
في ذلك اليوم.
حانت من ابنه التفاتة إلى ما يفعله أبوه فقال: ما هذه الخطوط يا أبي قال وبكل ثقة وعزيمة: إن نجاتنا من هذا البيت ومن هذا الواقع المزري أن تبلغ المطرات أربعاً وعشرين حينها يظهر المنقذ المنتظر لينشر العدل والسلام، إنها يا ولدي إحدى العلامات وقد قرأت رواية عن أئمتي عليهم السلام بذلك.