الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
توجد فقرة في بعض الادعية حاول اتباع أحمد إسماعيل كاطع الاستدلال بها فما مدى صحة ذلك؟
واثق محمد علي
السؤال:
ورد في دعاء الافتتاح المروي عن الإمام الحجة عليه السلام (اللهم وصلّ على وليّ أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر) هل هذه الفقرة من الدعاء خاصة بالإمام أو أنّ هناك شخصاً آخر أسمه القائم، وما أسمه الحقيقي وصفاته؟.
الجواب:
لقد حاول أتباع احمد إسماعيل كاطع المدّعي اليمانية الاستدلال بهذا المقطع من الدعاء على انّ المقصود بولي الأمر هنا هو غير الإمام محمد بن الحسن عليه السلام وانّه هو (أحمد المدعي).
والحال انّ هذا المقطع لا دلالة له _ولو من بعيد_ على هذا الأمر، فالمقطع ظاهر جداً في أنّه يتكلم حول الإمام المهدي عليه السلام، خصوصاً مع ذكر تلك الأوصاف الخاصة به عليه السلام.. (القائم، المؤمّل، العدل، المنتظر...)، كل مافي الأمر أنّهم أرادوا استفادة المغايرة من (الواو) في قوله (اللهم وصل على...) وهذا اوهن من بيت العنكبوت، فإنّ الواو لاتدل دائماً على المغايرة، بل قد تدل على التفسير وشرح المجمل سابقاً، وهي هنا كذلك، خصوصاً مع قرينة السياق وذكر الأوصاف الخاصة بالإمام المهدي عليه السلام.
***
بعد خروجه المبارك كيف سيختار الإمام المهدي عليه السلام زوجته وهل هي امرأة ذات فضل أم هي من عامة الناس؟
فاطمة
السؤال:
إذا خرج المهدي عليه السلام هل يجب أنْ يتزوج من امرأة ذات فضل؟ أو أية امرأة من النساء؟ يعني هل يمكن أنْ تكون امرأة عادية.. أو من الصالحات؟.
الجواب:
إنّ ذلك راجع إلى تقدير الإمام عليه السلام فإنه الأعلم باختيار زوجته بحسب المصالح الخاصة والعامة التي يراها، وهذا لايختلف الأمر فيه، سواءً كانت المرأة كفؤاً له أو لا، فإن المصلحة التي يراه عليه السلام أهم من مسألة الكفؤ.
لذا نجد أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام قد تزوّجوا ممن هنّ لسن أهلاً ليكنّ أزواجاً لهم عليهم السلام، كما في زواج الإمام الحسن المجتبى عليه السلام من جعدة التي وضعت له السم، وكذا الإمام الجواد عليه السلام عندما تزوج من أم الفضل ابنة المأمون العباسي.
يحاول البعض أنْ يقرأ بعض الألفاظ بالمقلوب ليطبقها على أسماء ومدن وغيرها، فما مدى صحة هذه الطريقة؟
عزيز الشمري
السؤال:
ذكر هشام آل قطيط قبيلتين، آل دوعس، وآل حابص، وكأنه أشار بذلك إلى آل سعود وآل الصباح وعبّر عنهما من آل قارون، وبعدهم الفرج إنْ شاء الله، فهل هذا صحيح؟.
الجواب:
حاول البعض تطبيق هذين الإسمين على آل سعود وآل صباح، وأيّد بعض كلامه بأنّ (سعود) هو مقلوب (دوعس) و(صباح) مقلوب (حابص) إلاّ انّ أصل هذه الرواية غير موجود في كتبنا المعتبرة، فلا قيمة لما قيل.
***
هل ما يحدث الآن له علاقة بالظهور المبارك؟
صادق مهدي الجابري
السؤال:
هل الأحداث الراهنة التي يشهدها العالم هذه الأيام لها علاقة بعلامات ظهور الإمام المهدي عليه السلام؟ وهل في الروايات انّها تحدث حرب عالمية ثالثة من دولة صغيرة؟.
الجواب:
امّا عن ارتباط أحداث العالم اليوم بعلامات ظهور الإمام المهدي عليه السلام فهي منية كل منتظر حقيقي، ولكن تكرر منا كثيراً انّ تطبيق أي حدث على ماورد في الروايات يحتاج إلى دليل، ومن دونه فهي مجرد أمنيات واحتمالات قابلة للصدق والكذب.
وامّا عن الحرب العالمية الثالثة، لقد ورد في الروايات ما يشير إلى وقوع حرب عامة قبل الظهور، كما عن أمير المؤمنين عليه السلام: (بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض، وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم، فأمّا الموت الأحمر فالسيف، وامّا الموت الأبيض فالطاعون) (الإرشاد للشيخ المفيد ص٤٠٥، والغيبة للشيخ الطوسي ص٢٧٧).
وفي رواية أخرى (حتى يذهب من كل سبعة خمسة) أو (لايكون هذا الأمر حتى يذهب ثلث الناس).
امّا انّ اسم هذه الحرب هي الحرب العالمية الثالثة، فهذا ما لا دليل عليه، إذ ربما تكون العلامة هي الحرب الرابعة أو الخامسة أو انّها حرب غير عالمية أصلاً، والله العالم.
***
هل في دعاء العهد دلالة على ان الأئمة الذين قرؤوا الدعاء فإنهم قد بايعوا الإمام وان لهم في أعناقهم بيعة؟
الشيخ جاويد
السؤال:
(اَلّلهُمَّ اِنّى اُجَدِّدُ لَهُ فى صَبيحَةِ يَومى هذا وَما عِشْتُ مِنْ اَيّامى عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَه فى عُنُقى لااَحُولَ عَنْها وَلااَزُولَ...).
١- هل يمكن الفهم من العبارة انّ الإمام الصادق عليه السلام في زمن إمامته الخاصة به وفي الوقت الذي تجب طاعته على الإنس والجن يرى لنفسه وجوب البيعة لصاحب العصر عليه السلام؟ لانّ الإمام يقول: أجدد له البيعة التي في عنقي؟.
٢- بناء على المقطع المذكور من دعاء العهد هل يمكن فهم انّ المعصوم الذي تجب طاعته وبيعته _فعلاً_ يعلن بيعته و طاعته للمعصوم الآخر الذي تجب طاعته وبيعته أيضاً؟.
٣- هل ما تقدم يشمل باقي الأئمة عليه السلام أو لا؟ أرجو توضيح المسألة.
الجواب:
أولاً: يمكن القول إنّ هذه الفقرة وغيرها وردت على سبيل تعليم المنتظرين وجوب البيعة التي عليهم لإمامهم، وما أكثر ما يستعمل الأئمة عليهم السلام هذا الأسلوب لتعليم أتباعهم، كما في أدعية الاعتراف بالذنوب والاستغفار منها، حيث قيل في أحد تخريجاتها أنّها لتعليم الأتباع طريقة الاستغفار...
ثانياً: بناءً على الصحيح من أفضلية الإمام المهدي عليه السلام على من عدا أصحاب الكساء عليهم السلام كما في روايات (قائمهم أو تاسعهم أفضلهم)، وقول الإمام الصادق عليه السلام: (لو أدركته لخدمته أيام حياتي)، وقول الإمام الرض عليه السلام: (بابي...)، فيمكن القول بوجوب بيعة الأئمة الثمانية عليهم السلام للإمام المهدي عليه السلام، تماماً كما قلنا بوجوب بيعة الأنبياء عموماً للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام حتى قبل زمان وجودهما، وحتى في زمن الأنبياء عليهم السلام حيث كانوا هم الحجج في أوقاتهم، ففي تفسير (وَ إِنَّ مِنْ شيعَتِهِ لَإِبْراهيمَ) أوّلت بانّ إبراهيم عليه السلام من شيعة علي عليه السلام.
وكذلك ماورد من أنّ الأمر الذي كان للملائكة بالسجود لآدم، كان لأجل انّ في صُلبه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام.