محطات في رحلة الظهور
مواقع وحواضر, أماكن, مثابات, نقاط ينطلق منها، أخرى يقصدها الإمام عليه السلام في رحلته التغييرية, سيراً في طريقه المبارك لتحقيق دولته, دولة العدل الإلهي, دولة الحق القدسية.
مكة المكرمة
هيئة التحرير
• مثلما كان انطلاق خاتم الرسل صلى الله عليه وآله وسلم وبدء دعوته العالمية الخاتمة من أرض مكة, وعند الحرم على وجه الخصوص, وبين الركن والمقام على وجه التعيين, كذلك سيكون بدء حركة حفيده آخر الأوصياء عليهم السلام من مكة, ومن نفس نقطة البداية, معلناً عن نفسه عليه السلام, مصرّحاً عن بدء ثورة التصحيح الإلهي, واضعاً الحجر الأساس لبناء دولة العدل.
- جاء في (إلزام الناصب) ٢/١٩٦:
قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة البيان يصف خروج الإمام المهدي عليه السلام, فيقول جبرائيل في صيحته: يا عباد الله اسمعوا ما أقول إنّ هذا مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم, خارج من أرض مكة فأجيبوه ...).
- وجاء في (تفسير العياشي) ١/٦٤:
عن جابر الجعفي عن أبي جعفر يقول: (إلزم الأرض لا تحرك يدك ولا رجلك...) إلى أنْ يقول:
(... ويخرج المهدي عليه السلام منها (المدينة المنورة) على سنّة موسى عليه السلام خائفاً يترقب حتى يقدم مكة... ويقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء وهو جيش الهملات خسف بهم, فلا يفلت منهم إلاّ مخبر, فيقوم القائم بين الركن والمقام فينصرف ومعه وزيره...)
• ويبدو هنا ومن خلال الأحاديث الثابتة, أنّ مكة هي ملاذ المؤمنين عند الظهور، وإليها مهرب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن معهم:
ويظهر من تلك الروايات أيضا أنّ جيش الظلم والجور الأموي _جيش السفياني_ لا يستطيع ‘إدراك مكة .
- جاء في (بحار الأنوار) ٥٢/١٨٧ وفي (عقد الدرر):
عن حذيفة بن اليمان أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال عندما ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب.
(فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس ... إلى أنْ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ثم يخرجون متوجهين إلى مكة) حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرائيل فيقول: يا جبرائيل أذهب فأبدهم, فيضربها برجله ضربه يخسف الله بهم عندها, ولا يفلت منها إلاّ رجل...).
• ويظهر أنّ التدخل الإلهي والإعلام الاعجازي واضح في دعوة الناس إلى الالتحاق بالمهدي عليه السلام عند ظهوره.
- جاء في (ملاحم ابن طاووس) ص١٤٥ ب:٧٨:
عن حذيفة ابن اليمان رحمه الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قصة السفياني, وما يفعله من الفجور والقتل, فقال:
(فعند ذلك ينادي مناد من السماء, يا أيها الناس, إن الله عزوج لقد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم و ولاكم خير محمد صلى الله عليه وآله وسلم فالحقوا به بمكة فإنه المهدي عليه السلام).
- جاء في (بحار الأنوار) ٥٢/٢٣٢:
عن عمار بن ياسر, قال: إذا قتل النفس الزكية وأخوه بمكة, ينادي منادٍ من السماء: أميركم فلان, وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقاً وعدلاً).
• وتؤكّد مجموعة الروايات انطلاق جيش التحرير, والتغيير المهدوي من حاضرة الإسلام مكة المكرمة.
- جاء في (بحار الأنوار) ٥٢/ ٣٦١, و(غيبة النعماني) ٣١٦.
عن أبي بصير قال, قال ابو عبد الله عليه السلام: (لا يخرج القائم من مكة حتى تكمل الحلقة, قلت: وكم الحلقة؟ قال عليه السلام: عشرة آلاف، جبرائيل عن يمينه, وميكائيل عن يساره ثم يهز الراية المغلّبة, ويسير بها, فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلاّ لحقها, ثم يجتمعون قزعاً كقزع الخريف من القبائل...).
- جاء في (الهداية الكبرى) ص٤٣٠:
روى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إذا أذن الله عز وجل للقائم بالخروج وصعد المنبر, ودعا الناس إلى نفسه... فيقول جبرائيل: أنا أول من يبايعك...) إلى أنْ قال (وقد وافاه ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً فيبايعونه, ويقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس, ثم يسير منها الى المدينة).
