أقلامهم تتحدث عن المهدي عليه السلام ودولة آخر الزمان
نصوص نستقيها من مداد علماء اهل السنة وما خطته أقلامهم لتسطر لنا ألواحا في حق المهدي عليه السلام والانتظار وأخر الزمان والعدل الالهي والقسط المحمدي
أحمد الجزائري
من بين العلماء الذين سطر يراعهم وأثبت قلمهم أحاديث المهدوية واثبت ولادة الإمام المنتظر عليه السلام هو عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكّي في كتابه (مرآة الجنان وغبرة اليقظان)، حيث قال في أحداث سنة ٢٥٥هـ: وفيها توفي الشريف العسكري أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر الصادق، أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، وهو والد المنتظر عندهم ويعرف بالعسكري، وأبوه أيضا يعرف بهذه النسبة، توفي يوم الجمعة السادس من ربيع الأول، وقيل الثامن منه،ودفن بجانب قبر أبيه بسر من رأى، وقال في أحداث ٢٦٥هـ: وتوفي فيها محمد بن الحسن العسكري الذي تلقبه الرافضة بالحجّة، وبالقائم، وبالمهدي، وبالمنتظر، وبصاحب الزمان، وهو عندهم خاتم الاثني عشر إمام، وضلال الرافضة ما عليه مزيد، وقيل في سنة ٢٦٥هـ وهو الأصح،فاختفى إلى الآن وكان عمره لمّا عدم ٩ سنين، وقيل ٤ سنين، وقيل غير ذلك، وهم ينتظرون منذ ٥٠٠ سنة وما وجدوه ولا يجدونه، قلت والمهدي الذي وردت به الاخبار اسمه محمد بن عبد الله.
أقول برغم أن كلامه يتضمن ما صح وما سقم،إلاّ أنّ ما صح منه صحيح النقل تأريخياً، إذ ينقل الحدث، وما سقم منه رد عقيدة خصمه بعقيدته هو وشتّان بين الأمرين، فالاول منهما وهو كون المهدي مولوداً لم يتردد فيه، ولم ينكره أو يرفضه، أو يعلق عليه،بينما وفاته _أي المهدي_ تردد فيها،والارتباك في عبارته بيّن للقارئ جلياً،فضلاً عن أن قوله بوفاة الامام المهدي وانعدامه مبتن على ما يعتقد، حيث ذكر في آخر العبارة واصفا عقيدة الروافض بالضالة، ومجسدا عقيدته بالمهدوية بانّها متشخصة بمحمد بن عبد الله المهدي، ونحن نقول اثبت لنا الولادة وهو ما يهمّنا، أمّا أمر الوفاة فلم يدل عليه دليل،بل الدليل قائم على بقائه، ولم يثبت لنا بدليل وفاته، ومهدويتك لمحمد بن عبد الله مردودة بما ثبت عندنا من أنّ المهدي هو ابن الحسن عليهما السلام الذي اثبت ولادته، وبطبيعة الحال أدلّة ولادته كثيرة وأدلة بقائه أكثر،واثبات أنه ليس محمد بن عبد الله قد اشتهر ونُشر،وممن نشر ذلك صحيفة (صدى المهدي عليه السلام) حيث ذكرت في أحد أعدادها أنّ المهدي هو ابن الحسن لا ابن عبد الله.