شعـراء مهدويون
الشيخ صدر الدين القونوي
حسن عبد الأمير الظالمي
هو الشيخ محمد بن إسحق بن محمد بن يوسف القونوي الرومي، صدر الدين، صوفي المذهب، مشارك في بعض العلوم، أخذ عن محيي الدين بن عربي، لم يذكر تاريخ ولادته، توفي بقونيه بتركيا سنة ٦٧٢هـ، له عدة مصنفات.
نظم في مختلف الأغراض الشعرية، تميّز شعره بقوة العبارة وجودة السبك وجزالة اللفظ، وفي قصيدة له عن الإمام المهدي يذكر حركة ظهوره المقدس فيقول:
يقوم بأمر الله في الأرضِ ظاهراً
على رغم شيطانين يمحق للكفرِ
يؤيد شرعَ المصطفى وهو ختمه
ويمتد من ميم بأحكامها يدري
على يده محق اللئام جميعهم
بسيف قوي المتن علّك انْ تدري
حقيقة ذاك السيف والقائم الذي
تعيّن للدين القويم على الأمرِ
ويمضي في وصف الإمام المهدي عليه السلام ويبيّن حياته فيقول:
أليس هو النور الأتمّ حقيقة
ونقطة ميم منه إمدادها يجري
يفيض على الأكوان ما قد أفاضه
عليه إله العرش في أزل الدهر
هو الروح فاعلمه وخذ عهده إذا
بلغت إلى مدٍّ مديدٍ من العمرِ
كأنّك بالمذكور تصعد راقياً
إلى ذروة المجد الاثيل على القدرِ
وواضح فيها العبارات الصوفية، فنقطة الميم لا يعرفها إلاّ الصوفية وغيرها من الرموز التي تخص مذهبهم.
ويمضي في وصف الإمام المهدي عليه السلام بهذا الأسلوب الذي تضمن الكثير من العبارات التي يصعب فهمها فيقول:
وما قدره إلاّ ألوف بحكمة
على حد مرسوم الشريعة بالأمرِ
بذا قال أهل الحل والعقد فاكتفى
بنصّهم المبثوث في صحف الزبرِ
فان تبغِ ميقات الظهور فانّه
يكون بدور جامع مطلع الفجرِ
بشمس تمد الكل من ضوء نورها
وجمع دراري الأوج فيها مع البدرِ
ويختم قصيدته بالصلاة على جده المختار وآله الكرام ليعرّف الإمام وينسبه إلى هذه الشجرة المباركة، يقول:
وصلِّ على المختار من آل هاشم
محمد المبعوث بالنهي والأمرِ
عليه صلاة الله مالاح بارق
وما أشرقت شمس الغزالة في الظهرِ
وآل وأصحاب أولي الجود والتقى
صلاة وتسليما يدومان للحشرِ