الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
هل ان ما يجري من احداث العالم العربي تحدّث عنها الإمام عليه السلام في خطبة البيان؟
أبو أيمن
السؤال:
فيما يجري في العالم العربي من أحداث، هل انّ ما ذكره الإمام علي عليه السلام في خطبة البيان من الأحداث الممهدة لظهور الإمام المهدي عليه السلام تنطبق على ما يجري الآن؟.
الجواب:
أوّلاً: ان خطبة البيان لم يثبت صدورها عن أمير المؤمنين عليه السلام، فهي ضعيفة سنداً.
وثانياً: إنّ تطبيق أي حدث مما يذكر في الروايات على حدث واقع هو مجرد احتمال ويحتاج إلى دليل، فما ثبت بدليل أمكن الجزم به وإلاّ فيبقى مجرد احتمال يحتمل الصحة ويحتمل الخطأ.
ولمناقشة الخطبة سنداً ودلالةً وبتفصيل، يمكنكم مراجعة خطبة البيان في الميزان للسيد مرتضى جعفر العاملي.
***
ماذا يدل المقطع (اللهم ابعثني من مرقدي) من دعاء العهد؟
عبد الحسن محمد جمعة
السؤال:
في دعاء العهد (اللهم ابعثني من مرقدي) هل يبعث بعض الاموات من أنصار الإمام عند الظهور، وهل ان أصحاب الإمام أيضاً موجودون خلال فترة غيبته، ومنهم من مات ومنهم من يعيش بيننا الآن، ومنهم من لم يولد لحد الآن، وهل يبعث الميت منهم عند الظهور؟.
الجواب:
امّا عن بعث بعض الموتى ممن هم في درجة أنصار الإمام عليه السلام، فهذا ما أكدته الروايات الشريفة، مثلاً ما ورد من أنّه عند ظهور الإمام عليه السلام يقال لبعض الموتى المؤمنين: إنّه قد ظهر صاحبك، فإنْ شئت تلحق به فالحق، وإنْ تشأ تقم في كرامة ربك فأقم.
ومن هذا يعلم جواب سؤالكم الثاني، فإنّ أنصار الإمام عليه السلام وأصحابه موجودون في كل زمان ومكان إنْ شاء الله تعالى، كل ما في الأمر انهم قد يدركون ظهوره وقد لا يدركونه.
***
هل دور الإمام في الغيبة الكبرى مباشر أم رقابي فقط؟
جلال الحلفي
السؤال:
الحديث عن الإمام عليه السلام (انكم تنتفعون بي في غيبتي كالشمس وراء السحاب..) وسؤالي هو: والإمام في زمن الغيبة والأحداث الجسام تحدث في العالم على التوالي من قبيل هذه الثورات التي تجتاح العالم العربي.. هل الإمام له دور فيها أو انّ دوره في زمن الغيبة دور المراقب للأحداث فقط. أقصد هل انّ ما جرى ويجري وسوف يجري من أحداث تخص العوالم، الإمام متدخل فيها أو لا؟
الجواب:
إنّ الثابت في عقيدتنا هو انّ الإمام عليه السلام واسطة الفيض الإلهي، بمعنى أنّ له تدخلاً في كل حركة وسكون تجري في هذا الكون فلا يمكن لأحد أنْ يقول إنّ دوره هو دور المراقب فقط وكما قالوا في محله: إنّ الإمام المهدي فاعل في سلسلة الفواعل الطولية المؤثرة في عالم الإمكان.
بمعنى أنّ أي فعل في عالم الإمكان فإنّه يمر بسلسلة من الفواعل، مثلاً العلاج من المرض يمر عبر عدة مراحل: الذهاب إلى الطبيب، ثم اكتشاف الطبيب لنوع المرض وتشخيص العلاج واستعمال المريض للعلاج بصورة صحيحة وتفاعل العلاج مع خلايا الجسم والى آخره، ولكن آخر المراحل وأهمها هي (وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفينِ) أي أنّ كل هذه السلسلة لايمكن أنْ تحدث إلاّ بالإذن الإلهي فيها.
وحيث أنّ الإمام المهدي عليه السلام هو واسطة الفيض الإلهي على عالم الإمكان، فأيّ حدث يحدث لابدّ أنْ يكون له عليه السلام دخل فيه.
وهذا ماتؤكده الروايات الشريفة، حيث ورد في إحدى زياراتهم عليهم السلام (إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم) (البحار: ٩٨/ ١٥٣).
والبحث فيه عمق اكبر، بُحِث في علم الفلسفة والكلام وهذه إشارة فقط.
***
هل يوجد اسم الإمام المهدي عليه السلام في آية بسم الله الرحمن الرحيم؟
السيد صاحب زمان الحسيني
السؤال:
لقد ذكر السيد نعمة الله الجزائري قدس سره في كتابه (النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين) الطبعة الأولى ١٤٢٦ هجري _رقم الصفحة ١٧_السطر ١٩_مطبعة بهمن_.
إن اسم الإمام المهدي عليه السلام هو في _بسم الله الرحمن الرحيم كسواد العين في بياضها_وفي سورة التوحيد_أرجو بيان ذلك.
الجواب:
لم نعثر على رواية بهذا الصدد.
نعم، ورد في (كتاب ينابيع المودة لذوي القربى) للقندوزي ج١ ص٢١٤ (عن الدر المنظم: إعلم أنّ جميع أسرار الكتب السماوية في القرآن، وجميع ما في القران في الفاتحة وجميع ما في الفاتحة في البسملة وجميع ما في البسملة في باء البسملة وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي هي تحت الباء. قال الإمام عليه السلام.. أنا النقطة التي تحت الباء).
ونفس المعنى ورد في (مستدرك سفينة البحار) ج١ ص٢٦٩ نقلاً عن (إحقاق الحق) ج٧ ص٥٩٥ عن العلامة الشعراني في (لطائف المنن) ج١ ص١٧١ ط. مصر.
فإذا عرفنا أنّ قضية الإمام المهدي عليه السلام هي من أهم القضايا التي احتوى عليها القران الكريم، نعرف حينئذ أنّ البسملة والنقطة التي تحت الباء هي بمعنىً من المعاني الإمام المهدي عليه السلام وقضيته.
***
لماذا الاخفاء في قضية الإمام المفترض الطاعة في أغلب الأحيان؟
مصطفى شاكر
السؤال:
يقول الحديث المذكور في (قرب الإسناد) ص ١٦٨: عن البيزنطي قال: سألت الرضا ع عن مسألة الرؤيا فأمسك ثم قال ع: (إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر عليه السلام). فما المقصود بـ (مسألة الرؤيا) وهو قصد الإمام عليه السلام من حديثه؟.
الجواب:
المتتبع لحياة الائمة عليهم السلام يجد واضحاً انهم عاشوا فترة حرجة جداً استدعت منهم ان يخفوا في اغلب الأحيان الإمام المفترض الطاعة بعدهم، خوفاً عليه من بطش الظلمة، مما يعني خلو الأرض من الحجة.
وأوضح مثال على ذلك، ما وجدناه في وصية الإمام الصادق عليه السلام لخمس، كان احدهم نفس المنصور، وكان من ضمنهم الإمام الكاظم عليه السلام وأمّه وعبد الله الأفطح.
فقد كان المنصور الدوانيقي كتب إلى واليه على المدينة أنْ يقتل وصي الإمام الصادق عليه السلام كائناً من كان، فكان الإمام عليه السلام قد جعل الدوانيقي نفسه احد أوصيائه فلا سبيل إلى قتله ولا قتل بقية الأوصياء.
والظاهر أنّ هذا الكلام من الإمام الرض عليه السلام، صدر في وقت كانت الدولة العباسية تحاول القضاء على صاحب هذا الأمر بعد الإمام الرض عليه السلام، وقد سأله احدهم أنْ يريه هذا الصاحب، فالإمام عليه السلام يقول له: إنّا لو أجبناكم في كل ما تريدون لأنتج نتيجة سلبية، ولربما اخذ العباسييون صاحب هذا الأمر فيكونوا شراً لكم.
وهذا يعني أنْ نقرأ الفعل (اُخِذ) بصيغة المبني للمجهول.
وهذا المعنى هو ما يظهر من راوية العلامة المجلسي في (البحار) ج٧٢ ص٧٨ ح٢٧، حيث نقل الإمام الرض عليه السلام عن الإمام الباقر عليهما السلام ما يلي: (ولاية الله أسرّها إلى جبرائيل، وأسرّها إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأسرّها محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي عليه السلام، وأسرّها علي عليه السلام إلى من شاء الله، ثم انتم تذيعون ذلك! من الذي امسك حرفاً سمعه؟... ثم قال الإمام عليه السلام: فاتقوا الله ولا تذيعوا حديثنا، فلولا انّ الله يدافع عن أوليائه من أعدائه وينتقم لأوليائه من أعدائه، أما رأيت ما صنع الله بآل برمك! وما انتقم لأبي الحسن عليه السلام...).
ومن هنا يتّضح لدينا الحكمة من حركة الإمام العسكري عليه السلام في تخفية أمر صاحب العصر والزمان عليه السلام، فإنّ الدولة العباسية آنذاك كانت متربصة بالولد الذي سيخرج من صلبه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فكان من الإمام العسكري عليه السلام إخفاؤه حفاظاً عليه عليه السلام.