الإمام عليه السلام كاشف العلوم
الميرزا محمد تقي الاصفهاني صاحب كتاب مكيال المكارم
سيكون في زمان الإمام المهدي عليه السلام كشف العلوم للمؤمنين بنحو لم يتحقّق قبل ظهوره عليه السلام لأحد من النبيين والوصيين عليهم السلام ففي البصائر بإسناده عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: (كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا وقف الرجل بين يديه قال: يا فلان استعد وأعد لنفسك ما تريد فإنّك تمرض في يوم كذا وكذا، في ساعة كذا وكذا وسبب مرضك كذا وكذا، وتموت في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا في ساعة كذا وكذا، قال سعد فقلت هذا الكلام لأبي جعفر عليه السلام فقال: كان ذاك، فقلت: جعلت فداك فكيف لا تقول أنت فلا تخبرنا فنستعد له قال عليه السلام هذا باب أغلق الجواب فيه علي بن الحسين عليهما السلام حتى يقوم قائمن عليه السلام).
وفي البحار: (عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير حرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثّها في الناس وضمّ إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً).
وفيه عن أبي جعفر عليه السلام في وصف آداب القائم عليه السلام في زمان ظهوره، أنه قال في حديث طويل: (ثم يرجع إلى الكوفة، فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا إلى الآفاق كلها، فيمسح بين أكتافهم، وعلى صدورهم، فلا يتعايون في قضاء، ولا تبقى أرض إلاّ نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قوله: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)، ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية، كما قبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قول الله: (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)) الخ.
وفي حديث آخر عنه عليه السلام قال: (وتؤتون الحكمة في زمانه حتى انّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي حديث آخر عنه عليه السلام: (إذا قام القائم أقام في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول عهدك كفك، فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه، فانظر إلى كفّك، واعمل بما فيها، الخبر).
وفي كتاب الخرائج عنه عن سيد الشهداء عليه السلام: (ثم إنّ الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الأرض، وما كان فيها، حتى إنّ الرجل منهم يريد أنْ يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون).
وفي البحار عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال: (ويقذف في قلوب المؤمنين العلم، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من علم، فيومئذ تأويل هذه الآية: (يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ) وتخرج لهم الأرض كنوزها، ويقول القائم: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخالِيَةِ) الخبر.