الحوار المهدوي
أأنت الآن في عصر الظهور؟
حسن مجتبى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألّف فارس فقيه عدّة كتيبات حول علامات الظهور ومنها:
(أنت الآن في عصر الظهور)
انتشرت مقالاته في المنتديات وأصبح الكثير يتناقلها.
فهل هذه الكتابات واقعيّة .. أو أنّها بعيدة عن الواقع؟
... خلاصة الموضوع
ليست هناك مشكلة في تحديد صفة الوقت الذي سيخرج فيه الإمام عليه السلام.
ولا مشكلة بالقول بأنّ الإمام مثلاً سيظهر يوم الاحد أو الخميس، أو يوم العاشر من المحرم، أو يوم عرفة، أو يوم العيد،
على سبيل المثال.
لكنّ المشكلة تكمن في تحديد التاريخ والعام، ولا نذهب بعيداً الآن فأصحاب نظريات _أنت الآن في عصر الظهور_ يقولون: إنّ الإمام عليه السلام سيخرج في عام ٢٠٠٧.
أين مصداقية هذا الكلام؟.
الآن الذين يدعون ويطبّقون بعض النظريات على الأحداث، اين مصداقيّة نظرياتهم في الواقع، لنكن واقعيين.
الآن نحن في قرابة منتصف عام ٢٠٠٨ _حسب سنة الحوار_ والكلام السابق والنظريات السابقة كلّها تؤكد وتصر على انّه سيخرج عام ٢٠٠٧، أي قبل عام.
أين كلامهم من الواقع؟.
فلو انّنا في كل حادثة سنقول بأنّ الإمام عليه السلام سيخرج بعد عام، سيكون موقفنا اشبة شيء بذلك الراعي الذي كان يدّعي انّ الذئب أكل قطيعة.. إلى أنْ تلاشت مصداقيته أمام الناس.
إذا قلت إنّ الإمام عليه السلام سيخرج هذا العام .. وبعد انقضاء العام اتّضح انّني مشتبه .. وسأعيد الكرّة بالقول بأنّ هذا العام سيخرج وبعد ذلك يتّضح انّني مشتبه، سيفقد ذلك الحدث مصداقيّته.
فمن أجل انْ لا نعيد الاخطاء عليناعدم تصديق تلك الكتابات والنظريات وعدم الانقياد إليها... فكم من نظرية تدعو إلى التوقيت وقد اتّضح بطلانها ... وكم من نظرية ستأتي وستكون كسابقتها بغض النظر عن قائليها، فالأمر لا يتعلّق بالأحكام حتى نتقيّد بتشخيصات بعض العلماء فيها.
تم حذف الكثير من المشاركة لأجل الاختصار.
ــــــــــــــــــــ
امير الوفاء
المشكلة وللأسف الشديد بعض الأشخاص يعتبرون مثل آراء الأخ (فارس فقيه) آراء حتميّة وهي حقّ وكلام منزّل من رب العالمين.. ويعتبرون النقاش فيها استنقاصا وتعدّيا وخروجا على الشخصيات التي وردت في المقال..
لهذا يصفون من لا يقتنع بمثل هذه الآراء بأنّه عدو وحاقد عليهم.. وبالتالي فهو عدو للإمام الحجة عليه السلام والعياذ بالله.
إنّ التعصّب والإنقياد الأعمى سبب لكثير من المشاكل
ـــــــــــــــــ
ياعلي
لاشكّ ولاشبهة انّ التوقيت منهيّ عنه في أحاديث أهل البيت. عليهم السلام.
ونعني بالتوقيت هو تعيين وقت محدد لظهور الإمام المهدي. عليه السلام.
فهل ياترى اذا رفضنا التوقيت نرفض احتمالية ظهور الإمام في هذا العصر, بالتأكيد لا. لأنّ احتمالية ظهور الإمام عليه السلام ممكنة في كل وقت وزمان ومنها هذا الزمان.
انّنا حين نرفض التوقيت لاينجرّ بنا الرفض إلى رفض ظهور الإمام عليه السلام في الاوقات التي يضعها الوقّاتون ,فهي تبقى محتملة وإنْ قال بها الوقاتون.
ثم أنّ رفض التوقيت أمر متّفق عليه عند علمائنا رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
حسن مجتبى
نحن لا نرفض احتمالية ظهور الإمام عليه السلام في هذا العصر.
ولكن لا نجزم بأنّ الإمام سوف يظهر في هذا العصر.
مثل ما فعل فارس فقيه
ـــــــــــــــــــــــ
خادم المهدي٣١٣
الأخ العزيز حسن مجتبى
نشكركم على ماتفضّلتم به في هذه المشاركة
ونحن نتفق معك في بعض ماجاء فيها وإنْ كنّا نختلف بعض الشيء في الدليل الذي ذكرته، وساوضح لك ذلك:
١) نحن نتّفق معكم أنّ القضية من موارد تشخيص الموضوع.
اقتباس:
هناك فرق بين التشخيص وبين الحكم.
ونحن نسلّم لك بذلك ولكنّ الحكم المقصود هنا ليس الحكم الشرعي، بل بمعناه اللغوي، لانّ القضية ليست استنباط حكم شرعي.
اقتباس:
بعض العلماء يشير إلى أنّ عصر الظهور هو في هذه السنوات.
٢) من هم هؤلاء العلماء الذين يجزمون بانّ هذا العصر هو عصر الظهور؟.
قد يرد مثل هذا المعنى على لسان الخطباء، امّا العلماء فلم نسمع بأحد منهم يجزم بذلك.
أرجو ارشادنا إلى عالم منهم.
اقتباس:
(وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِأَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
الآن مضى على هذا الكلام ١٤٠٠ سنة.. والله يقول إنّ يوم القيامة قريب، أقرب من لمح البصر أو أقرب من ذلك.
الأخ العزيز:
٣) الله لم يقل في الآية إنّ يوم القيامة قريب أو بعيد بل يقول: إذا اردنا أنْ نخلق أو نوجد هذا اليوم فإننا نوجده بشكل سريع.
يوجد فرق بين إيجاد الفعل والزمن الذي بيننا، وبين إيجاده والآية تتحدث عن المعنى الأول دون الثاني.
أي أنّ الآية لاتقول إنّ الزمان الذي بيننا وبين يوم القيامة كلمح البصر، بل إيجاده كلمح البصر.
وعلى تفسيركم لابدّ من حمل الآية على المجاز لانّ لمح البصر لم يتحقق، والاولى أنْ تحمل على الحقيقة إذا أمكن ذلك.
ومنه يعلم الرد على ماجاء في تفسيركم للآية.
اقتباس:
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُون).
٤) وهذه الآية أيضاً لاتصلح دليلاً على مدّعاكم (اقترب للناس الحساب) هذا أمر واقعي لكنّ هذا الاقتراب قريب أم بعيد هو، فالآية ساكتة عنه.
اضرب لك مثلاً فلو أنّ شخصاً يريد أنْ يأتي إليك، وبينك وبينه بُعد الأرض عن الشمس، وبدأ بالحركة فإنّ حركتة إليك تسمّى اقتراباً ولكنّ نفس الشيء ما زال بعيداً.
اقتباس:
إنّ هناك نوعين من القرب.
النوع الأول: قرب زمني.
النوع الثاني: قرب نسبي.
هذا التقسيم لانسلّم به، إذ أنّ من القرب الزماني ما هو نسبي، فالشاب كبير بالنسبة إلى الطفل، وصغير بالنسبة إلى الشيخ، وكلاهما زماني.
والنسبي لايقاس بحجم الحدث بل يقاس بالجهة التي ينتسب إليها مهما كانت، عظيمة أو غير عظيمة.
نحن قد نتّفق معك في بعض المقدّمات، بل وحتى النتيجة، ولكن خلافنا معك في طريقة الاستدلال.
هل نعيش في عصر الظهور؟.
نقول لايوجد دليل على ذلك، بل قد يفصل بيننا وبين عصر الظهور آلاف السنين .
العلم عندالله.