قصة قصيرة: ياقوت الشيعي الاثنا عشري
محمد حسن عبد
خرج (ياقوت) على عادته من بلدته الحلة، إلى البراري حيث يجمع الدهن من الريف والأعراب، ولكنّه هذه المرة ابتعد كثيراً عن البلدة آملاً في شراء ما يتيسّر له من الدهن، وهكذا كان، فحمل ما اشتراه على حماره، وكانت رجعته هذه المرة مع جماعة، ولكنّه واثناء الاستراحة قد ذهبت به نومة، ولمّا انتبه لم ير أحداً منهم، فقد ذهبوا جميعاً.
لقد تحيّر ياقوت من أمره، فالمفازة بينه وبين المدينة شاسعة واسعة، مليئة بأنواع الوحوش، ومع ذلك فإنّه أخذ الحمل فوضعه على حماره ولكن دون هداية، فقد كان دليله هذه المرّة حماره، الذي ضلّ الطريق، فبقي هو خائفاً، فأخذ يستغيث بخلفائه الذين يعتقد، ومشايخه، وسألهم الإعانة، ولكن دون جدوى.
فلم يظهر من أولئك شيء، وهل يعطي فاقد الشيء شيئاً؟.
قال ياقوت في نفسه حينذاك: إنّي سمعت أمّي تقول:
- إنّ لنا إماماً حيّاً يكنّى بأبي صالح. يرشد الضال، ويغيث الملهوف، ويعين الضعيف، فعاهدت الله تعالى إنْ استغث به فأغاثني، أنْ أدخل في مذهب أمّي.
لقد ناديت _أبا صالح_ واستغثت به، فما مرّ وقت إلاّ ورجل يمشي من جانبي، عليه عمامة خضراء، سلّم الرجل عليَّ ثم دلّني على الطريق، بعد أنْ أذكر عهدي في الدخول في مذهب أمّي.
ولم أره بعد ذلك.
وهكذا وصلت مدينتي وتشيّعت على كبير فقهائها، وها أنذا بفضل سيدي صاحب العصر عليه السلام، ياقوت الإثنا عشري الشيعي.