الحوار المهدوي: ابن أربعين
زمزم
ورد في الروايات الشريفة انّ الإمام المهدي عليه السلام يظهر يوم ظهوره على هيئة (ابن أربعين عاماً) يعني انّ الذي ينظر إليه كانّه يرى رجلاً له أربعون عاماً من العمر، مع انّ عمره الشريف يزيد على ١١٧٥ سنة الآن.
وهنا لعل سائلاً يسأل ويقول: متى توقف نمو الإمام المهدي عليه السلام؟.
وكيف توقف؟ وهل انّه توقف أصلاً أو انّ الله يرجعه بهيئة ابن أربعين؟.
علماً انّ الإمام غاب وهو ابن ٧٥ سنة (الغيبة الكبرى طبعاً) أو ابن خمس سنين (إذا حسبنا التوقف على أساس الغيبة الصغرى).
وهل انّ النواب الأربعة كانوا يشاهدونه ابن خمس سنين أو انّهم يشاهدونه ابن عمره؟.
ولماذا سن الأربعين بالتحديد؟.
وما هي النظريات أو الآراء المتصورة في هذه القضية؟.
هل انّ الإمام رُفع إلى السماء كما رُفع عيسى ابن مريم عليه السلام فلا يخضع لعامل الزمن؟.
أو انّ الشيخوخة ليست ملازمة لمرور الأيام والسنين وإنّما هي خاضعة لعوامل أُخرى طبيعية غير الزمن كان الإمام عليه السلام بمنئى عنها؟.
هذا وقد ورد في بعض الأخبار بانّ الإمام ينمو في اليوم ما ينمو به غيره في شهر وانّه ينمو في الشهر بما ينمو به غيره في سنة!! فهل انّ هذا المنقول صحيح؟ كيف يمكن تفسير التشويش الظاهر من هذا الخبر؟ إذ انّ من ينمو في اليوم ما ينموه الغير في شهر لابدّ أنْ ينمو في الشهر ما ينموه الغير في ثلاثين شهراً وليس في سنة؟.
موضوع لعله يرتبط بنحو من الأنحاء بالإعجاز الإلهي في القضية المهدوية أعنونه للدراسة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الباحث
اقتباس:
وهنا لعل سائلاً يسأل ويقول: متى توقف نمو الإمام المهدي عليه السلام؟.
وكيف توقف؟ وهل انّه توقف أصلاً أو انّ الله يرجعه بهيئة ابن أربعين؟.
وعليكم السلام أخ زمزم ونشكركم على هذا الطرح الجميل للموضوع واستفهاماته.
ومن قال انّ نمو الإمام عليه السلام توقف، فلايوجد دليل لا شرعي ولاغيره على انّ نمو الإمام المهدي عليه السلام متوقّف أو توقف. امّا ارجاعه بهيئة الأربعين فسيأتي جوابه.
اقتباس:
علما انّ الإمام غاب وهو ابن ٧٥ سنة ( الغيبة الكبرى طبعاً) أو ابن خمس سنين (إذا حسبنا التوقف على أساس الغيبة الصغرى).
وهل انّ النواب الأربعة كانوا يشاهدونه ابن خمس سنين أو انّهم شاهدون ابن عمره؟.
الظاهر انّهم كانو يشاهدونه بحسب عمره الطبيعي، وإنْ كانت هيئته تختلف, وللطريفة انّ أغلب من ألتقي بهم يحدد لي عمراً أصغر من عمري الحقيقي, فالعمر يحسب بحساب السنين منذ ولادته عليه السلام ولكن هيئته وشكله الخارجي ليس من الضروري أنْ يوائم ويوافق عمره الشريف بل النص على خلاف الموائمة.
وظاهر المنقول إلينا ممن التقى الإمام انّه يراه بحسب الطبيعة، أي لايكون ذا هيئة توجب الالتفات والاهتمام من قبل الرائي وإلاّ لنقل ذلك الاستغراب من هذه الجهة إلينا .
اقتباس:
ولماذا سن الأربعين بالتحديد؟.
حقيقة لا أدري يمكن أن تسأل الإمام عليه السلام...
ولكن يمكن انْ نقدم وجهاً استحسانياً حاصله انّ عمر الأربعين هو العمر الذي فيه تكتمل كل القوى الإنسانية ويكون فيه بحسب الطبيعة البشرية صاحب هذا العمر ذا طاقة وكفاءة في مختلف المجالات بخلاف صاحب العمر الاصغر أو الأكبر.
اقتباس:
وما هي النظريات أو الآراء المتصورة في هذه القضية؟.
ليس عندي تتبع إلى الآن حول نظريات هذا البحث.
اقتباس:
هل انّ الإمام رفع إلى السماء كما رفع عيسى ابن مريم عليه السلام فلا يخضع لعامل الزمن؟.
النصصوص تدل على انّ الإمام عليه السلام موجود في الأرض وبين الناس ويمارس حياته الطبيعة ومهامه الرسالية.
اقتباس:
أم انّ الشيخوخة ليست ملازمة لمرور الأيام والسنين وانّما هي خاضعة لعوامل أُخرى طبيعية غير الزمن كان الإمام عليه السلام بمنئى عنها؟.
الظاهر انّ الشيخوخة محكومة بالنظام الطبيعي, ولكن يوجد تخصيصات لهذا النظام كنوح عليه السلام فهل لك انْ تتصور عمر نوح عليه السلام بعد الألف الثاني وهل تتخيل له صورة توافق هذا العمر أنا أرى انّه عليه السلام كان رغم هذا العمر الكبير يتمتع بعنفوان الشباب وبأعلى نضارة المظهر.
اقتباس:
هذا وقد ورد في بعض الأخبار بانّ الإمام عليه السلام ينمو في اليوم ما ينمو به غيره في شهر وانّه ينمو في الشهر بما ينمو به غيره في سنة!! فهل انّ هذا المنقول صحيح؟.
بغض النظر عن الصحة هو خبر منقول واحتمال الصدور فيه قائم وإنْ تفاوتت نسبة هذا الاحتمال زيادة ونقيصة باعتبار الصحة وعدمها, إلاّ انّه يمكن انْ نوجه الحديث بأحد وجهين أو بغيرهما:
١- انّ النمو يقصد به نمو القابليات، لا نمو الأعضاء، لذلك هذه الصفة عامة إلى جميع الائمة كما نص على ذلك الإمام العسكري عليه السلام امام نرجس بل وورد في حق فاطمةP.
٢-انّ النمو يراد به الطبيعي، أي أعضاء وقابليات ولكن إلى فترة محدودة كما في خبر حكيمة مع الإمام عندما رأته بعد الأربعين وهو ابن سنتين, أو قبل شهادة أبيهL وهو بصفة الرجل حتى انّها لم تعرفه.
امّا فيما يخص التحديد والفارق بين نمو الأوصياء ونمو غيرهم فهو كنائي لا حقيقي لدفع التهافت.
اقتباس:
كيف يمكن تفسير التشويش الظاهر من هذا الخبر؟.
قد عرفت عدم التشويش.
ـــــــــــــــــــــ
al qaiem١٢
اعتقد انّ زيادة النمو على المعتاد هو لغرض التكليف الرسالي سواء كان النمو مادياً أو معنوياً, وامّا سن الأربعين فهو سن الرشد سواء كان أرضياً أو سماوياً, وهكذا فإن الجمع بينهما هو جمع بين غرضين كل منهما يسيران بإتجاه واحد هو التكامل والتأهّل للقيام بأعباء الإمامة.
ـــــــــــــــــــــ
نور الغائب
اسمح لي بنقطة أود تبيانها إلى أنْ يعود الباحث أيّده الله بعودته الميمونة.
اقتباس:
وامّا كون عمر الإنسان لايكون دليلاً على هيئته وصورته الخارجية فهذا صحيح، ولكن ليس لمدة تصل إلى آلاف السنين بحيث يكون عمره ١٥٠٠ سنة مثلاً وصورته ابن أربعين!!.
هذا استدراك ليس له مبرر ولا دليل بل على العكس تماماً لانّ الإمام عليه السلام محاط برعاية إلهية من حين ولادته إلى ماشاء الله هذا من جهة.
من جهة أُخرى فالأمر ليس مستحيلاً فكم اليوم من الناس الذين لاتؤثّر عليهم الدنيا بمؤثراتها، امّا لطبيعة الله عزوجل ووهبها لهم، وامّا لانّهم يعيشون في ظروف وبيئة مناسبة بعيدة عن الكدر صافية تجعل الإنسان في راحة جسداً وروحاً.
قد تقول إنّ من ضمن الرعاية الإلهية للإمام المهدي عليه السلام هو انْ ينقله إلى عالم غير عالم الأرض، أقول هذا كلام فيه تكلّف بل يمكن ان هذا العالم موجود على الأرض لماذا في غيرها؟.
ـــــــــــــــــــــ
A qaedia
الموضوع برمته كما استقرئ فكركم قد أخذ مني منذ زمن ماخذاً واحترت في جوانب عده، ولا اخفيكم قولاً إنّ كل ما سألتم عنه كان في جعبتي، سألت به نفسي.
والحقيقة رغم انّ الآراء التي طرحها الباحث الكريم هي واقعة في الرد النقضي، ولكنها لاتنفع بمقام الاستدلال الذي أراده الأخ الباحث للرد على ما تفضلتم به واعلم أيّها الفاضل إنّي أميل بشكل انطباقي لما تذهب إليه ولكن ما اعترضني سؤال واحد؟.
هو انّ الإمام عليه السلام في غيبته الصغرى كان أكبر من هذا العمر فما الذي جعل عمر الإمام عليه السلام ينقص؟ وهل هذه النقيصة هي بالعمر الفعلي الظاهري للإمام عليه السلام في ظهوره واستتباب أمره أو هو من قبل الشكل، أي يكون المولى بعمره الحقيقي بدنا، لكن يظهر بتلك الهيئة للناظر له عينا.
وهناك تتمة شيّقة للموضوع لنتابعها على رابطه في منتدى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام الاتي:
www.m-mahdi.info/forum/