قصة قصيرة: رأيت الطلعة الرشيدة ... ولكن
محمد حسن عبد
جلس الشيخ محمد تقي بين زملائه وأصدقائه وهو يتحدث عن قصة شفائه:
- اشتدّ عليّ مرضي ذات ليلة.. حتّى انّي فقدت الشعور بما حولي.. وعند الفجر شاهدت في عالم الرؤيا سيدي ومولاي أمير المؤمنين ومولى الموحدين عليه السلام حيث قال لي:
امّا المرض فقد عافاك الله منه.
فقلت له على الفور:
- يا مولاي إنّ لي حاجة طالما دعوت الله في حرمك من أجل قضائها، فهل لها من سبيل؟
فقال لي مولاي:
- تخرج غداً قبل طلوع الشمس إلى وادي السلام وتجلس على مرتفعه متوجّهاً نحو جادّة كربلاء، فسيأتي ولدي صاحب العصر عليه السلام من كربلاء ومعه اثنان من أصحابه، فسلّمْ عليه واذهب معهم حيثما ذهبوا.
- انتبه الشيخ وعاد له وعيه فتصوّر أنّ ما شاهده مجرّد وهم، ولكنه أحسّ بتحسّن صحته فقال في نفسه..
- لا ريب ولاشكّ أنّ دعائي سيتحقق وسأفوز بالطلعة الرشيدة.
ذهب الشيخ محمد تقي إلى المكان الذي دلّه عليه أمير المؤمنين عليه السلام وجلس حيث أمره متطلّعاً إلى جادّة كربلاء.
مع شروق الشمس رأى ثلاثة رجال قد أقبلوا يتقدّمهم سيّد يسير بهيبة ووقار وسكينة.. لقد سيطرت عليه هيبته وبهاؤه إلى درجة لم يستطع معها أنْ يقول له شيئاً، رغم انّه قد اقترب منه كثيراً، ولم ينطق الشيخ بغير السلام.
تابع الشيخ مسيرة الإمام عليه السلام حتى دخل المقام المعروف بمقام المهدي عليه السلام في وادي السّلام في النجف الأشرف، وقد وقف صاحباه عند الباب بكل أدب، ووقف الشيخ بالقرب منهما.
ما استجدّ من أمر الشيخ أنّه لم يسعفه صبره للبقاء على هذه الحالة.. فعزم على دخول المقام طمعاً منه بالسلام على الإمام عليه السلام، لكنّه بهر أشدّ الانبهار بأنه لم ير في المقام أحداً.
بقى الشيخ يلوم نفسه ويحاول إقناعها بالذي حصل، وهو يلوم نفسه ويقول.
- ويا للأسف إنّني لم أطلب أكثر من رؤيته عليه السلام حيث كان دعائي.
(اللّهم أرني الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة).