تمهيدنا
الانتظار مفردة قلما نجد لها نظيراً في الثقافة الإسلامية فكثرة دوران هذه المفردة من حيث الكم لم يمنع الشرع من أن يتحفها روائياً، من حيث الأثر والفاعلية في المجتمع، فلهذه المفردة (لمن تحلى بها) دور في البناء الفردي على المستوى الفكري والعملي، مما له الأثر الأكبر _إذا تم بناء الفرد_ على إنشاء نواة المجتمع -الأُسرة- بشكلها المأمول والمرجو لتأخذ دورها في بناء الجيل والمجتمع, ثم الدولة، وهذا ما ينعكس من جانب الأثر في إيجاد الأرضية المهيَّأة للظهور المقدس.
فمفردة الانتظار من حيث التأكيد الإسلامي لها نظير في سنن الله تعالى القرآنية التي ما انفكت الآيات المباركة ترتيلها مع لسان الوحي السماوي كسنة الامتحان لتحقيق الاستقامة.
وهذا التأكيد يعطي لهذه المفردة أهميتها، وإذا ما عرفنا أن هذه المفردة ليست ذات وجود استقلالي ومعنى نفسي فنعرف أن قوامها وعنصر استقلاليتها بالمنتظَر الذي كانت به وأضحتْ بهذه الأهمية لأجله.
فإذا عرفنا ذلك عرفنا من طريق آخر أهمية العقيدة المهدوية ودورها في بناء السعادة الإنسانية وهذا ما يجعل دورنا اتجاه هذه المفردة محملاً بالأعباء والأثقال التي لابد من أن تحطَّ رحالها في ميدانها وعليه فلابد من القيام بهذه المهمة لنكون قد أدّيْنا دورنا وأنجزنا مهمتنا. ومن الانتظار ينطلق تمهيدنا.
بقلم: رئيس التحرير