في بعض علائم ظهور الإمام عليه السلام
آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني
قال في (الارشاد) باب ذكر علامات قيام القائم عليه السلام ومدة أيام ظهوره، وشرح سيرته، وطريقة احكامه وطرف مما يظهر في دولته: قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي عليه السلام، وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات، فمنها خروج السفيانى وقتل الحسني واختلاف بني العباس، وخسف بالبيداء، وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب، وركود الشمس من عند الزوال الى وسط اوقات العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وهدم حايط مسجد الكوفة، وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر، وتملّكه الشامات، ونزول ترك بالجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها، ونار تظهر بالمشرق طولا وتبقى في الجو ثلاثة ايام او سبعة ايام، وخلع العرب اعنّتها وتملكها في البلاد وخروجها عن سلطان العجم، وقتل اهل مصر اميرهم، وخراب الشام واختلاف ثلاثة رايات فيه ودخول رايات قيس والعرب الى اهل مصر، ورايات كنده الى خراسان، و ورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة، واقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء ازقّة الكوفة، وخروج ستين كذّاباً كلّهم يدّعي النبوة، وخروج اثني عشر من آل ابي طالب كلّهم يدّعي الإمامة لنفسه، واحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين، وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار، وزلزلة حتى ينخسف كثير منها، وخوف يشمل أهل العراق وبغداد، وموت ذريع فيه، ونقص من الأموال والانفس والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير اوانه حتى يأتي على الزرع والغلاّت، وقلة ريع لما يزرعه الناس، واختلاف صنفين من العجم، وسفك دماء كثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم، ومسخ قوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير، وغلبة العبيد على بلاد السادات، ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلهم، أهلّ كل لغة بلغتهم، ووجه وصدر يظهر ان من السماء للناس في عين الشمس، واموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا الى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون ثم يختم ذلك باربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الارض بعد موتها، وتعرف بركاتها، ويزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي عليه السلام فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة ويتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة انتهى.
وقد صنّف الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه الصدوق قدس سره مصنف (كمال الدين) في علامات القائم وسيرته ومايجري في ايامه كتاباً سماه (السر المكتوم إلى الوقت المعلوم) وهذه العلامات كما اشار إليها المفيد قدس سره وغيره بين محتومة ومشترطة، ومعنى كون بعضها علامة أنّ ظهوره لايتّفق مادام لم يتّفق هو فلا اشكال في وقوعه ووقوع فرجه بعد مضي مدة طويلة عليه وهذا كبعض اشراط الساعة ومعنى بعضها ككثرة المعاصي والفساد، انّ ظهوره لا بدّ انْ يقع في زمان كذا لا انْ يكون كثرة المعاصي مطلقاً علامة لظهوره، اللّهم إلاّ انْ يراد بهذه الأمور المرتبة الشديدة منها التي لا تتحقق الاّ قبل قيامه عليه السلام، وبعضها ظهر وبعضها يظهر في المستقبل، وبعضها يكون قبيل قيامه، كخروج السفياني، وبعضها يكون مقارناً لظهوره، وبعضها من العلائم المحتومة، كالسفياني، وخسف البيداء وكفّ تطلع من السماء والنداء، وقتل النفس الزكية وغيرها.
قال النعماني في كتابه (الغيبة) بعد ذكر روايات كثيرة في علائم الظهور: هذه العلامات التي ذكرها الائمة عليهم السلام مع كثرتها، واتصال الروايات بها، وتواترها واتفاقها موجبة انْ لايظهر القائم عليه السلام الاّ بعد مجيئها، وكونها إذا كانوا قد اوجبوا (اخبروا) انْ لابدّ منها وهم الصادقون حتى انّه قيل لهم نرجو انْ يكون ما نؤمل من أمر القائم عليه السلام، ولايكون قبله السفياني فقالوا: بلى والله انّه لمن المحتوم الذي لابدّ منه ثم حققوا كون العلامات الخمس التي أعظم الدلايل والبراهين على ظهور الحق بعدها (اليماني والسفياني والنداء وخسف البيداء وقتل النفس الزكية)، كما ابطلوا امر التوقيت وقالوا: من روى لكم عنّا توقيتاً فلا تهابنّ أنْ تكذبوه كائناً ما كان فإنّا لانوقّت، وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادّعى أو ادّعى له مرتبة القائم ومنزلته وظهر قبل مجيء هذه العلامات، لاسيما وأحواله كلها شاهدة ببطلان دعوى من يدّعي له.